سمير الوافي: ما سأكتبه خطير جدا ويهم كل مواطن تونسي…ويجب الاطلاع عليه…
كتب الاعلامي سمير الوافي شهادة خطيرة جدا عايشها تخص تحاليل الكورونا التي تجرى في تونس على عجل و التي تثبت في اغلب الاحيان خطأها.فتخرج المصاب سليما و السليم مصابا.
وكتب الوافي:
ما سأكتبه خطير جدا ويهم كل مواطن تونسي…ويجب الاطلاع عليه كدرس للحياة في هذه البلاد المنكوبة…للأسف عشنا مسلسلا مرهقا ومضنيا خلال مرض أمي إنتهى بمفاجأة مذهلة وهذه فصوله من البداية الى النهاية…سأنشره لأنه لم يعد شأنا شخصيا بل يهم الجميع :
الحكاية بدأت بتحليل وجوبي أول لأمي أجرته مصالح وزارة الصحة بعد إصابة خالتي ثم وفاتها رحمها الله…ونتيجته كانت بوزيتيف رغم عدم وجود أية أعراض…فدخلت أمي الحجر الصحي ودخلنا في معاناة وخوف وترقب…!!!
وبعد يوم حرصت على إجراء تحليل دم لأمي في مخبر خاص للتحري عن أمراض محتملة…فاجتهد الطبيب الخاص وأجرى معه تحليل PCR ثان…في نفس المخبر الخاص…كانت نتيجته نيغاتيف عكس الأول…فحيرنا وأربكنا وجعلنا نشك في تحليل وزارة الصحة…لكن مسؤول جهوي في الوزارة أقنعنا بالتمسك بثقتنا في الدولة…وبأن أمي مصابة فعلا ويجب الاحتياط…!!
يستاء صاحب المخبر الخاص من التشكيك في تحليل مخبره…فيحمل نفس العينات المأخوذة من أمي الى مخبر شارل نيكول العمومي…لإجراء تحليل ثالث حاسم لإقناعنا بصحة تحليله السابق…فتخرج النتيجة مرة ثانية نيغاتيف…ويصبح لدينا تحليل بوزيتيف وإثنين نيغاتيف…ومع ذلك نفضل إنهاء الحجر الصحي خوفا على الوالدة من الشك…ونرتاح لإصرار مسؤولي وزارة الصحة على صحة تحليلهم الرسمي…!!!
بعد شفائها ونهاية الحجر بمدة والحمد لله…يصل ميساج الى أمي يدعوها للتلقيح في زغوان…لأنها مسجلة وحان دورها…فنحتار ونتردد ونشك…هل نصدق تحليل وزارة الصحة الأول فنحملها للتلقيح…أم نصدق تحليلي المخبر الخاص فنأجل التلقيح أشهرا كما يوصي الأطباء !؟؟…الشك القاتل جعلنا في حيرة كبيرة وأزمة ثقة…!!!
لأن المغامرة بصحة أمي تهور وإستهتار…طبقت نصيحة الأطباء…وهي ضرورة إجراء تحليل دم نهائي للتثبت من إصابتها سابقا بكوفيد…فكانت نتيجة التحليل حاسمة ومفاجئة ومذهلة…وهي أن أمي لم تصب سابقا بالكوفيد إطلاقا…وهو التحليل الرابع إجمالا والثالث النيغاتيف والنهائي علميا وطبيا…!!!
الخلاصة : بسبب هذه الأخطاء الجسيمة ترفض عديد الدول إعتماد تحاليلنا…وتهتز ثقتنا في المنظومة الصحية…التي تستهتر بصحة الناس…وتعرض حياتهم للخطر…وهي نتيجة للفوضى والانفلات وغياب الضمير وضعف الرقابة وغياب المحاسبة الجدية…وإذا كنت أنا قد حرصت على متابعة حالة أمي ولم أكتفي بتحليل الدولة…فإن مواطنا آخر يمكن أن يخدعه تحليل خاطئ يكتفي به فيكلفه صحته وحياته…وهذه يصبح إسمها جريمة دولة…!!!