زيارة مفاجئة من الرئيس إلى اعتصام الدكاترة… والقرار بعد دقائق!







هذا ما فعله قيس سعيّد ليلة الخميس مع الدكاترة المعتصمين أمام وزارة التعليم العالي


هذا ما فعله قيس سعيّد ليلة الخميس مع الدكاترة المعتصمين أمام وزارة التعليم العالي

اعتصام الدكاترة الباحثين عن العمل أمام وزارة التعليم العالي بالعاصمة
شهدت الساحة الجامعية في تونس تطورًا لافتًا ليلة الخميس، حيث قام رئيس الجمهورية قيس سعيّد بزيارة مفاجئة إلى اعتصام الدكاترة المعطلين عن العمل أمام مقر وزارة التعليم العالي بالعاصمة. وقد مثّلت هذه الخطوة حدثًا غير متوقّع أعاد الأمل إلى صفوف المعتصمين الذين عبّروا عن معاناتهم منذ أشهر طويلة في سبيل الحصول على حقّهم في التشغيل.

وأكّد عدد من المشاركين، عبر تدوينات نُشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنّ الرئيس جلس معهم في مكان الاعتصام واستمع مباشرة إلى مشاغلهم ومطالبهم، متعهدًا بإيجاد حلول لملفاتهم في إطار القانون وبما يحفظ مصلحة الدولة وكذلك حقوقهم الأكاديمية.



زيارة غير مسبوقة في ملف حساس

اعتصام الدكاترة الباحثين عن العمل ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة سنوات من التهميش والبطالة التي طالت حاملي شهادة الدكتوراه في مختلف الاختصاصات. ورغم محاولاتهم السابقة لفتح قنوات حوار مع السلطات، فإنّ اللقاء المباشر مع رئيس الجمهورية يعدّ سابقة من نوعها، وقد اعتبره الكثيرون رسالة إيجابية لإيجاد تسوية عادلة.

واعتبر مراقبون أن هذه الزيارة تحمل بعدًا رمزيًا، حيث حرص قيس سعيّد على مخاطبة المعتصمين بشكل مباشر، بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية، مما جعلها محلّ اهتمام واسع في الأوساط الأكاديمية والسياسية.
(للاطلاع على تحليل مشابه حول علاقة الجامعة التونسية بالتشغيل يمكن الرجوع إلى تقرير الجزيرة).

قرار فكّ الاعتصام

إثر هذه الزيارة والتعهدات التي تلقوها، قرر الدكاترة المعطّلون فكّ اعتصامهم أمام وزارة التعليم العالي. وأكدوا أن هذه الخطوة جاءت إيمانًا منهم بجدّية وعود رئيس الجمهورية، معربين عن أملهم في أن تترجم هذه الوعود إلى قرارات عملية في القريب العاجل.

وكتب أحد المعتصمين في تدوينة مؤثرة: “زرع الرئيس فينا الأمل من جديد. سنمنحه الفرصة وننتظر أن تتحقق وعوده حتى ننهي رحلة العذاب التي عشناها طيلة الأشهر الماضية”.

ملف الدكاترة والبطالة الأكاديمية

تُعتبر أزمة بطالة الدكاترة من الملفات المزمنة في تونس، حيث يتخرج مئات الطلبة سنويًا بشهادة الدكتوراه دون أن يجدوا موطئ قدم في المؤسسات الجامعية أو مراكز البحث. وقد سبق أن نُشرت تقارير رسمية تؤكد أن نسب التشغيل في هذا المجال منخفضة للغاية مقارنة بعدد المتخرجين.

الخبراء يرون أن الحل لا يقتصر على فتح مناصب في الجامعات فقط، بل يجب أن يشمل أيضًا استراتيجيات شاملة لإدماج الكفاءات في القطاعات الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية، خاصة وأن تونس تعاني من نزيف هجرة الأدمغة نحو الخارج.
(يمكن الرجوع إلى Middle East Eye لمزيد التفاصيل حول هجرة الكفاءات التونسية).

تداعيات سياسية واجتماعية

الزيارة المفاجئة لقيس سعيّد فتحت الباب أمام قراءات سياسية متعدّدة. البعض اعتبرها خطوة لإعادة ترميم الثقة بين الدولة والنخبة الجامعية، فيما رأى آخرون أنها تحمل رسائل سياسية في ظرف اجتماعي حساس يتّسم بالاحتقان. على المستوى الاجتماعي، أثارت الزيارة موجة من التفاعل على المنصات الرقمية، حيث أشاد كثيرون بموقف الرئيس الذي “اقترب من الناس بدل أن يظل بعيدًا في القصر”.

خاتمة

بزيارة واحدة غير متوقعة، نجح رئيس الجمهورية في فتح صفحة جديدة في ملف شائك ظلّ لسنوات موضوع احتجاجات وإضرابات. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتحوّل هذه الوعود إلى واقع ملموس يضمن كرامة حاملي الدكتوراه ويعيد الاعتبار للجامعة التونسية؟

الأيام القادمة ستكون الفيصل، لكنها بلا شك لحظة فارقة أعادت الأمل لجزء مهم من النخبة العلمية في البلاد.


لمزيد من المتابعة زوروا موقعنا: tunimedia.tn/ar


Exit mobile version