رائف بن حميدة يكتب لكم : مع السيد عبد القادر بوعلّاق : كيف ننقذ البلاد!؟

رائف بن حميدة يكتب لكم : مع السيد عبد القادر بوعلّاق : كيف ننقذ البلاد!؟

كتب رائف بن حميدة

نقول: بما أن المحاصصة هي بيت الداء فالحل يكون بالوفاق المطلق الذي لا يكون إلا بتقاسم البرلمان بالتساوي بين التيارات السياسية الستة. إن جميع الأحزاب في تونس يمكن تبويبها الى6 تيارات فقط.ثلاثة يسار وثلاثة يمين وهي نزولا من اليسار الى اليمين : الأحزاب ذات الخلفية الشيوعية، الأحزاب القومية،الأحزاب ذات التوجه الديمقراطي ثم من جهة اليمين :الأحزاب الدستورية البورقيبية،الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وأخيرا الأحزاب الليبرالة. والفكرة تقوم على تقاسم البرلمان بين هذه التيارات الستة بالتساوي التام دون اللجوء الى الإنتخابات!..

أما كيفية اختيار الأشخاص كنواب بالبرلمان فتوجد عدة تصورات ومنها مثلا أن نختار من كل ولاية 6افراد كل فرد منهم يمثل تيارًا من التيارات الستة.وبما ان لنا 24 ولاية فهذا يعني أن البرلمان سيضم 144 نائبا(6×24=144).أما اختيار النائب فيكون خلال مؤتمر مخصوص تحت اشراف هيئة الإنتخابات حيث يعقد المناضلون المنتمون لنفس التيار مؤتمرَهم الخاص بهم من اجل تقديم تزكياتهم لرفاقهم الذين يريدون الترشح الى البرلمان.وهكذا وعن طريق التزكية المباشرة العلنية ( مثلا برفع اليد عند الموافقة)يكون الشخص الذي حصل على اكبر عدد من التزكيات هو النائب المختار.
إضافة:
 لكي يكون البرلمانُ أكثر كفاءة ونجاعة يستحسن أن نضيف إليه عددا من الخبراء المستقلين الذين ربما يكون عددهم بعدد الوزارات بمختلف اختصاصاتها(خبير أو خبيرين في اختصاص كل وزارة..وطبعا هؤلاء الخبراء يتم اختيارهم لاحقا من طرف النواب)وبما أن لنا 25 وزارة فهذا يعني في مجموع الخبراء بالبرلمان هو 50.وفي المحصلة يكون عدد نواب البرلمان194 (144+50=194).
ملاحظات :
1- تحسّبا للتيارات الفاقدة للشعبية ببعض الولايات أو للتيارات التي ربما تضعف أو حتى تنقرض فيجب وضع “عتبة”كحد أدنى من المشاركين بالمؤتمر ( 1000منخرط كحد أدنى مثلا).

2-بحسب هذا التصور فإن مشاركة المواطنين بالخارج تستوجب حضورهم الشخصي لمؤتمر التيار الذين ينتمون إليه.وعلى كل حال الإنتخابات الرئاسية تبقى على حالها.

3- هذا التصور لا يوجد به أي مجال ل”القائمات المستقلة“..
وطبعا قد يقول قائل مستنكرًا  : انت بهذا التصور “نزعت السادة من الشعب وأسندتها الى النخبة”؟ لكن  نحن لم نمنع أحدا من الإنخراط بالحزب الذي يريد انتخابه وإنما فقط منعنا الإنتخاب الإعتباطي بجهل فتكون النتيجة التشويش والبلبلة ، فكما يقول الحطيئة : يا  باريَ القوسِ بريًا لستَ تحسنها* لا تُفسدنْها وأعطِ القوسَ باريها!..على كل حال، وسدًّا للذرائع، ربما يستحسن عرض البرلمان بعد تشكيله على الإستفتاء الشعبي لتكون الكلمة النهائية للشعب!
…لكن بكل تأكيد الشعب ليس أهلا لإنتخابات تشريعية بها يتقرر مصير البلاد بأكملها، فنسبة كبيرة من الشعب  الذي يشارك في الانتخابات يجهل السياسة والشق الآخر مرتشي يبيع صوته بالمال ، والشق الآخر متعصّب…فلا خير في جاهل ولا في مرتشي ولا في متعصّب..

وعموما الشعب البريء يبارك هذه الفكرة الوفاقية الحقة

 تعقيب

نادرا ما وقعت انتخابات سياسية بأقطارنا العربية ولم تكن النتيجة كارثية، ولكن تتكرر التجربة ببلاهة!..فالعشرية الدامية بالجزائر كان منطلقهاانتخابات ( واليوم لم تتقف الإحتجاجات الأسبوعية بالجزائر رغم انتخاب  الرئيس تبّون ! ).والإقتتال الليبي الحالي كان  سببه أيضا  انتخابات صائفة 2014 حين انهزم اخوان ليبيا وقالوا ” السلطة حصلنا عليها بالسلاح فلن نسلمها بالصناديق”!..والصراع في مصر سببه الإنتخابات التي أوصلت الأفعوان الإخواني الى الحكم…أما في تونس فلقد كان لإنتخابات  1981 دور في تأجيج الصراع بين الإخوان  وبورقيبة الذي زج بهم في السجون وطالب بإعدام بعضهم.ثم وفي بداية حكم بن علي وانتخابات 89 .. أما انتخابات تونس في 2011 و14 و19 فقد كانت كلها هلاكا ومزيدا من الهلاك..إن كل هذه الكوارث  ناتجة عن  إتباع خطى الغرب شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى في جحر ضب كما حذّرنا الرسول(طه حسين على نقيض هذا،فهوينصحنا بإتباع الغرب شبرا بشبر وخطوة بخطوة حيث قال : علينا أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب..إلخ  وإذا كان طه حسين  في كتابه – مستقبل الثقافة في مصر- في مراهقة فكرية ثم صحى منها، فالنخبة ” الفكرية”عندنا مازالت لم تستيقض وربما لن تستيقض أبدا  

ختاما : يجدر التذكير بأن هذا المقترح تم عرضه حتى قبل انتخابات 2011 يوم 19 سبتمبر  تحت عنوان – لأجل الوفاق الوطني-  ثم نشرت نفس الفكرة لاحقا  ومن ذلك  مقالي بالصريح : ما أشبه الليلة بالبارحة  أوبالصباح :لا يمكن حمل الزرافة من أذنيها.

Exit mobile version