قرار نهائي من حمدي المؤدّب: هل يعود يوسف المساكني إلى الترجي بعد أشهر من الانتظار والتكهنات؟

الميركاتو الشتوي: مفاوضات متقدمة بين الترجي ويوسف المساكني وملف العودة يقترب من الحسم
للميركاتو الشتوي، في ظلّ حاجة الفريق إلى تدعيمات نوعية تعزز التشكيلة وتخفف من وطأة النسق المرتفع
للموسم وتعدد الإصابات. ويقود المدير الرياضي يزيد منصوري هذه المرحلة بملف دقيق يحدّد
الأولويات والمراكز التي تحتاج إلى إضافات عاجلة.
وفي هذا السياق، علمت «تونيميديا» من مصادر مطلعة أنّ إدارة الترجي فتحت رسميًا قنوات اتصال مع
نجم الفريق السابق يوسف المساكني، في خطوة فاجأت جزءًا من الشارع الرياضي، خاصة بعد تأكد
غياب الجزائري يوسف البلايلي إلى نهاية الموسم بسبب الإصابة. هذا المعطى رفع حاجة الفريق إلى لاعب
يتمتع بخبرة دولية وحضور ذهني وقدرة على الحسم، وهي مواصفات تتوفر في المساكني بدرجة كبيرة.
جسّ نبض أولي… والمساكني منفتح على العودة
تشير المعطيات التي تحصّل عليها «تونيميديا» إلى أنّ المساكني تلقّى خلال الأيام الماضية اتصالًا
أوليًا من إدارة الترجي عبر وسيط معروف، وذلك بهدف تقييم موقفه من العودة إلى فريق باب سويقة.
ووفق نفس المصادر، فإن اللاعب أبدى انفتاحًا واضحًا على النقاش، باعتبار أنه يظل لاعبًا حرًا منذ
انتهاء عقده مع نادي العربي القطري، ما يجعل الصفقة ممكنة من الناحية القانونية دون قيود.
ورغم إيجابية الانطباعات الأولية، إلا أنّ المفاوضات ما تزال في مرحلة التمشيط وتبادل الملفات،
ومن المنتظر أن تتخذ منحى أكثر جدية في الأيام القليلة القادمة، خصوصًا بعد عودة اللاعب إلى تونس
واستقراره النهائي خلال هذه الفترة.
بعض المقربين من المساكني يؤكدون أن اللاعب يفكر فعليًا في خوض تجربة الوداع مع الترجي قبل نهاية
مسيرته، وأن عودته قد تحمل معنى رمزيًا بالنسبة له ولجماهير الفريق التي لم تنسَ بصمته التاريخية في
البطولة الوطنية وفي كأس رابطة الأبطال الإفريقية.
العقبة الأكبر: الخلاف المالي وشروط العقد
الملف المالي يبقى النقطة الأكثر حساسية في المفاوضات. فوفق تسريبات متطابقة، يطالب المساكني
براتب يوازي ما يتحصل عليه اللاعبون الأجانب في الفريق، إضافة إلى امتيازات معينة تتعلق بالسكن
والمكافآت. في المقابل، يفضل رئيس النادي حمدي المدب اعتماد صيغة مالية أكثر تحفظًا،
خاصة وأن اللاعب يبلغ من العمر 35 سنة ويقترب من نهاية مسيرته الاحترافية.
العقد المقترح – حسب التسريبات – يمتد لسنة ونصف، مع إمكانية فسخ مشروط يُفعّل في حال تعرض
اللاعب لإصابة طويلة أو عدم الجاهزية البدنية. هذا النموذج سبق أن اعتمده الترجي في عدة ملفات
مشابهة، مثل صفقة أنيس البدري عند عودته من الاتحاد السعودي.
العامل الفني: علاقة قديمة مع ماهر الكنزاري
على المستوى الفني، يعتبر وجود المدرب ماهر الكنزاري عنصرًا محفّزًا لعودة المساكني،
إذ تعود العلاقة بين الطرفين إلى سنة 2007 عندما أشرف الكنزاري على منتخب تونس للناشئين
وكان المساكني أحد أبرز نجومه آنذاك. العلاقة بين الطرفين كانت دائمًا قائمة على الثقة
والاحترام، وقد تكون مفتاح إنجاح الصفقة.
الكنزاري يبحث عن لاعب قادر على صناعة الفارق في المناطق الأمامية، خصوصًا مع الغياب الطويل
للبلايلي وصعوبة إيجاد جناح أو صانع لعب محلي يملك الجودة المطلوبة. والمساكني، رغم السن،
ما يزال يمتلك القدرة على منح الإضافة في الرواق أو في العمق، بفضل تجربته الطويلة وقدرته
على افتكاك الحلول الفردية في المباريات الكبيرة.
عودة عاطفية بقدر ما هي رياضية
منذ مغادرة يوسف المساكني للترجي نحو نادي لخويا القطري سنة 2013، لم يغب النقاش حول إمكانية
عودته إلى فريق باب سويقة. في ذلك الوقت، لم يخف جزء من الجماهير غضبه من انتقاله بحثًا عن
عقد مالي ضخم، بينما اعتبر آخرون الخطوة طبيعية في مسيرة أي لاعب محترف.
اليوم، ومع اقتراب نهاية مشواره، يرى الكثيرون أن عودته ستكون بمثابة مصالحة تاريخية بين اللاعب
وجماهير الترجي، وربما آخر فرصة للظهور بقميص الفريق في موسم تنافسي حافل تنتظر فيه الجماهير
الألقاب المحلية والعودة القوية إلى دوري أبطال إفريقيا.
من جانب آخر، فإن إدارة الترجي تدرك جيدًا القيمة التسويقية والاجتماعية للصفقة،
إذ يُعتبر المساكني أحد أكثر اللاعبين التونسيين شعبية في العقد الأخير.
عودته قد تمنح الإضافة فنيًا، ولكن أيضًا ترفع من منسوب الثقة لدى الجماهير
التي طالما طالبت بانتدابات كبيرة.
هل نعيش عودة تاريخية؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة
كل المؤشرات الحالية تشير إلى أن ملف المساكني لم يعد مجرد إشاعة أو حديث مواقع التواصل،
بل أصبح جزءًا من الإستراتيجية الشتوية للترجي. ومع ذلك، يبقى الملف دقيقًا ويتطلب توازنًا
بين الجانب الفني والمالي، إضافة إلى مدى جاهزية اللاعب البدنية في الفترة الحالية.
إن سارت المفاوضات في الاتجاه الصحيح، فمن غير المستبعد أن تُعلن الصفقة خلال الأسابيع القادمة،
خاصة وأن رغبة اللاعب موجودة، وحاجة الفريق واضحة، والشارع الرياضي يعيش حالة ترقب كبيرة.


