free page hit counter

أخبار العالماخبار دوليةالعالميةسياسة

رئيسة وزراء إيطاليا تدعو أسطول الصمود للتوقف فوراً: هذا هو السبب






جورجيا ميلوني تدعو أسطول الصمود إلى التوقف: مخاوف من تعكير “التوازن الهش”



جورجيا ميلوني تدعو أسطول الصمود إلى التوقف: مخاوف من تعكير “التوازن الهش”


في تصريح أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية
جورجيا ميلوني، يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، أسطول الصمود الدولي
إلى التوقف عن مهمته فوراً، معتبرة أن الإصرار على مواجهة مباشرة مع
إسرائيل
قد يهدد ما وصفته بـ”التوازن الهش” القائم حالياً في المنطقة.

ميلوني أوضحت أن استمرار الأسطول في محاولته كسر الحصار البحري المفروض على غزة قد
يُستخدم كذريعة لتعطيل أي مساعٍ سياسية لإحلال السلام، خصوصاً الخطة التي كان قد
اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

تصريحات رسمية وتحذيرات واضحة

قالت ميلوني في بيان رسمي نشرته رويترز إن “الكثيرين سيكونون سعداء بعرقلة خطة السلام
إذا ما واصل الأسطول مغامرته”. وأضافت: “أخشى أن تُتيح هذه المحاولات لإسرائيل ذريعة
لمزيد من التصعيد”. ودعت الأسطول إلى التوقف الفوري قبل الدخول في المنطقة البحرية
الحرجة التي عادة ما تشهد اعتراض السفن المتجهة إلى غزة.

كما كشفت الحكومة الإيطالية أن البحرية الإيطالية ستتخلى عن مرافقة الأسطول عند
اقترابه لمسافة 150 ميلاً بحرياً من سواحل غزة، لتفادي أي مواجهة
محتملة مع إسرائيل.

ردود فعل أولية وتحليلات

هذه التصريحات تزامنت مع اقتراب أسطول الصمود من المياه القريبة من غزة، وهو ما
أعاد إلى الأذهان حوادث سابقة تم خلالها اعتراض سفن إنسانية من قبل البحرية
الإسرائيلية. ويرى محللون أن موقف ميلوني يعكس خشية إيطاليا من تحمّل
مسؤولية دولية أو الدخول في صدام دبلوماسي غير محسوب.

من جانب آخر، يرى نشطاء أن دعوة ميلوني تمثل انحيازاً لإسرائيل، وأنها قد تضعف
الجهود المدنية الدولية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً.


السياق الدولي: خطة ترامب للسلام

إعادة ذكر خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط من قبل ميلوني
جاءت لتؤكد أن إيطاليا تسعى للحفاظ على ما تعتبره “فرصة سياسية”، حتى وإن كانت
محل جدل ورفض واسع من قبل الفلسطينيين. فخطة ترامب وُصفت سابقاً بأنها منحازة
لإسرائيل، إذ تقترح ترتيبات لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.

لكن ميلوني شددت على أن “التوازن الهش” الحالي قد ينهار إذا ما تحولت محاولات
الأسطول إلى مواجهة عسكرية، مشيرة إلى أن ذلك سيصب في صالح “أطراف تسعى لإفشال
أي مسار تفاوضي”.

أسطول الصمود: تحدٍ إنساني أم مواجهة سياسية؟

أسطول الصمود الذي يضم نشطاء دوليين ومنظمات حقوقية، يهدف إلى إيصال مساعدات
إنسانية إلى غزة، في وقت يعاني فيه أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في
المواد الغذائية والدواء نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.

لكن إسرائيل تعتبر هذه المحاولات “استفزازية” وتصر على أن مرور أي مساعدات يجب
أن يتم عبر معابرها الرسمية. وهو ما يرفضه منظمو الأسطول الذين يؤكدون أن
الهدف هو كسر الحصار غير القانوني وليس مجرد إيصال شحنات غذائية.

الانعكاسات على الموقف الأوروبي

تصريحات ميلوني قد تُترجم إلى انقسام أوروبي جديد بشأن الموقف من غزة. ففي حين
تدعم بعض الحكومات الأوروبية الجهود الإنسانية، تسعى حكومات أخرى إلى تفادي أي
مواجهة مع إسرائيل. هذا الانقسام قد يضعف وحدة الموقف الأوروبي تجاه القضية
الفلسطينية.

وبالنظر إلى دور إيطاليا في البحر المتوسط، فإن موقف ميلوني يحمل أبعاداً
استراتيجية تتجاوز مجرد الحدث الراهن، ليؤكد أن روما تسعى إلى تثبيت موقعها
كفاعل إقليمي متوازن بين المصالح الأوروبية والعلاقات مع واشنطن وتل أبيب.

خاتمة

في انتظار الساعات القادمة، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتوقف أسطول الصمود عند
حدود التحذيرات الإيطالية والإسرائيلية، أم سيواصل طريقه لكسر الحصار مهما كانت
العواقب؟ الإجابة ستحدد ليس فقط مصير هذه المهمة، بل ربما مستقبل التوازن
السياسي والأمني في المنطقة.

لمتابعة أخبار مشابهة حول السياسة الدولية وتأثيراتها على المنطقة، يمكن قراءة
مقالنا:
تحركات الدينار التونسي والبنك المركزي
.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً