ذهاب نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا : الترجي يبحث في الرباط عن موضع قدم على منصة التتويج القاري
سيضرب الترجي الرياضي غدا الجمعة موعدا متجددا مع التاريخ بمناسبة ذهاب الدور النهائي لكاس رابطة ابطال افريقيا الذي سيجمعه بالوداد البيضاوي المغربي حيث ستكون مهمة حامل لقب النسخة الاخيرة تحقيق نتيجة ايجابية والبحث عن موطا قدم على منصة التتويج التي تمر حتما عبر الخروج بسلام من موقعة مولاى عبد الله بالرباط وتاجيل الحسم في امر اللقب الى مواجهة اولمبي رادس بعد اسبوع.
وسيخوض الترجي الرياضي حامل لقب النسخة الاخيرة لكاس رابطة ابطال افريقيا النهائي الثامن في سجله مواسم 1994 و 1999 و 2000 و 2010 و 2011 و 2012 و 2018 حيث احرز شيخ الاندية التونسية 3 القاب في نسخ 1994 و2011 و2018. وستكون مهمة الظفر باللقب الرابع على غاية من الصعوبة اذ ان المحافظة على اللقب عادة ما تكون محفوفة بالمطبات على اكثر من واجهة اولها قيمة المنافس وطبيعة الرهان رغم الاقرار بالاسبقية المعنوية لممثل كرة القدم التونسية الذي سبق له التتويج بذات اللقب امام الوداد البيضاوي المغربي فضلا عن عنصر الخبرة في التعامل مع مثل هذه المواجهات القارية التي تتطلب الكثير من الحرفية والخبرة والواقعية.
ولا تنفي الاسبقية المعنوية للاحمر والاصفر -نظريا على الاقل- صعوبة المهمة التي تنتظر الفريق غدا بملعب مولاى عبد الله بالرباط اذ ان النسخة الحالية لكاس رابطة ابطال افريقيا على درجة كبيرة من العسر اذ سيعمل الوداد المغربي على رد الفعل بعد خسارة ذات اللقب في نسخة 2011 وسيتعامل مع المواجهة بمنطق استعادة هيبته القارية لاسيما وان نسخة الوداد مع فوزي البنزرتي تلوح اكثر قوة و صلابة كما ان البنزرتي يتمتع بخبرة كبيرة في مثل هذه المواجهات و يحسن التعامل معها في مواجهة بين الاستاذ و تلميذه باعتبار ان معين الشعباني سبق له العمل الى جانب البنزرتي كمدرب مساعد اي ان الحوار سيكتسي رونقا خاصا وابعادا في مننتهى الجدية و الطرافة في ذات الوقت.
وسيكون المدرب معين الشعباني وهو الذي سجل اسمه في التاريخ بكونه اصغر مدرب احرز كاس رابطة ابطال افريقيا في تحدي جديد من اجل التالق مرة اخرى والتاكيد على ان الشعباني يعد رقما اساسيا في عالم التدريب على المستوى الوطني والقاري حيث ان تغلب “التلميذ” على “الاستاذ” سيؤكد ان مدرب الترجي يمتلك الكثير في جعبته وان نجاح شيخ الاندية التونسية في المحافظة على اللقب والمشاركة مرة اخرى في كاس العالم للاندية لايمكن ان يكون من فراغ بل وليدة جدية وعمل فني وتكتيكي سواء في التمارين او خلال الاعداد للمباريات.
ويدرك الجهاز الفني للترجي الرياضي ان المحافظة على التاج القاري يمر حتما عبر تحقيق نتيجة ايجابية في الرباط وخاصة التهديف وهو ما يملي على الفريق التعامل الذكي مع المواجهة من خلال غلق المنافذ الموصلة لمرمى معز بن شريفية وخاصة تفادي الاخطاء المجانية على مستوى التمركز والمحاصرة وقد اثبتت المباريات الاخيرة التي خاضها الترجي لاسيما في لوبومباتشي ضد تي بي مازمبي في اياب نصف نهائي المسابقة الافريقية او امام النجم الساحلي في البطولة المحلية ان اداء الخط الخلفي للاحمر والاصفر يتطور باطراد و لهذا فان التركيبة الخلفية بقيادة القائد خليل شمام مطالبة بمواصلة تقديم نفس الاداء ولهذا من المنتظر ان تتجدد الثقة في الرباعي بن محمد والذوادي وشمام والدربالي الى جانب بقية التركيبة اي بتامين التغطية الدفاعية انطلاقا من وسط الميدان بواسطة ثنائي الارتكاز فرانك كوم و فوسيني كوليبالي وسيكمل الشعلالي والبدري والبلايلي تركيبة الوسط في حين سيقود طه ياسين الخنيسي الخط الامامي بعد تعافيه من الاصابة .
ولعل ثراء الزاد البشري لفريق باب سويقة سيمنح الاطار الفني هامشا واسعا من الخيارات وفق تطورات المباراة تلوح غامضة السيناريوهات ولهذا فان عودة الليبي حمدو الهوني و الجاهزية الكبيرة لجينيور لوكوزا كلها اوراق رابحة ستكون على ذمة الثنائي الشعباني وتراوي من اجل حسن توظيفها في الوقت المناسب.
ومن جهته سيحرص الوداد البيضاوي المغربي الذي سبق له احراز نسختي 1992 و2017 وبلغ الدور النهائي في 2011 على استغلال الظروف الموضوعية الحافة بالمباراة من ملعب وجمهور خاصة و ان احباء الوداد سيملؤون مدرجات الملعب باعتبار اهمية الرهان وحملة التعبئة التي انطلقوا فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ ايام من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من الجماهير لحضور المباراة المرتقبة علاوة على حملات تحفيز اللاعبين و شحذ هممهم من اجل تحقيق انتصار ونتيجة مطمئنة قبل موقعة رادس.
وستعرف التشكيلة الاساسة للوداد البيضاوي عودة بعد الوجوه شان محمد أوناجم بعد غياب لشهر كامل حيث عاد مؤخرا الى اجواء المباريات وشارك لبعض الدقائق في لقاء طنجة وهناك حرص من الجهاز الطبي للفريق حتى يكون جاهزا بدنيا للقاء الترجي حيث يتيح هذا اللاعب حلولا كثيرة على الاروقة رفقة إسماعيل الحداد بتمريراته الحاسمة وشكلت عودته خبرًا سارًا للمدرب التونسي الذي يعول كثيرًا على أوناجم لفك شفرات دفاع الترجي.
وبالاضافة الى اوناجم ستعرف تشكيلة الفريق الودادي استعادة خدمات اللاعب محمد نهيري بعد غيابه عن لقاء نصف النهائي ضد صان داونز الجنوب افريقي بسبب العقوبة التاديبية حيث يعد اضافة نوعية باعتبار دوره الفني والتكتيكي من خلال اتاحة الكثير من الحلول الهجومية للبنزرتي سيما الكرات الثابتة التي يجيدها بشكل مميز وهو أحد الأسلحة التي افتقدها مؤخرا.
وكان الاتحاد الافريقي لكرة القدم قد اعلن ، أن الدولي المصري جهاد جريشة سيدير مباراة الوداد البيضاوي المغربي والترجي الرياضي التي سيحتضنها ملعب مولاى عبد الله بالرباط انطلاقا من الساعة الحادية عشرة ليلا وسيساعده السوداني وليد أحمد علي والجزائري عبد الحق عتشالي.
وسبق أن قاد الحكم المصري ذهاب نهائي نفس البطولة عام 2015، بين اتحاد العاصمة الجزائري ومازيمبي الكونغولي، كما أدار نهائي كأس السوبر الأفريقي، بين صن داونز الجنوب أفريقي، ومازيمبي الكونغولي عام 2017.