د. حاتم لغزال يدعو إلى عدم استعمال التلقيح الروسي في تونس مهما كانت الأسباب
د. حاتم لغزال يدعو إلى عدم استعمال التلقيح الروسي في تونس مهما كانت الأسباب
قدم الدكتور حاتم لغزال تبذة علمية عن مدى فعالية التلقيح الروسي المضاد لكورونا الذي أعلن عنه وزير الصحة فوزي المهدي يوم أمس.
وحذر لغزال من القيام بهذا التلقيح الغامض وفي ما يلي نص المقال:
كثر الحديث في اليومين الأخيرين عن إمكانية توفير تلقيح سبوتنيك 5 الروسي في تونس.
سأحاول أن اوضّح بعض المعطيات حول هذا التلقيح بعيدا عن كل التجاذبات السياسية ثم اعطي رأيي الخاص في الموضوع.
• التلقيح الروسي هو من نفس نوع تلقيح Astrazeneca Oxford و يعتمد على فيروسات حميدة معدّلة جينيا بحيث تصبح حاملة لجزء من الحمض النووي لفيروس كورونا. نظريا هذا النوع هو الأكثر خطورة اذا حصل خطأ ما في عملية التعديل الجيني و بالتالي لا بد من أن تكون عملية الانتاج و المتابعة دقيقة جدا جدا.
• روسيا أعلنت منذ شهر أوت الماضي أن التلقيح جاهز للإستعمال و قد إستوفى كل مراحل التجربة في حين أنه لم يدخل في ذلك الوقت أصلا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية و في ذلك ضرب لمصداقية المؤسسة المنتجة للتلقيح و عملية بروباغندا سياسية واضحة جدا.
• المرحلة الثالثة للتجارب إنطلقت في روسيا في شهر سبتمبر و لكن لم يصدر حسب علمي في أي نشرية علمية و لا حتى صحفية أي تفاصيل عن النتائج الأولية لهذه التجربة غير الإعلان عن نجاحها في الحماية من الكورونا بنسبة 92% يوم 11 نوفمبر و هو رقم يدعو الى طرح عدة نقاط إستفهام خصوصا حول معدّل أعمار المشاركين في التجربة و الذي يبقى غير معلوم مع العلم أن نسبة نجاح لقاح Astrazeneca الذي هو من نفس النوعية أقل بكثير من ذلك.
• وقعت أيضا تجارب صغيرة جدا على بعض العشرات أو المئات من الأشخاص في كل من بيلاروسيا و فنيزويلا و مصر و الإمارات و لم أجد أي مصدر للمعلومة حول نتائجها.
• قامت مختبرات Gamaleya المنتجة للتلقيح بالتواصل مع Astrazeneca خلال شهر ديسمبر لمحاولة دمج التلقيحين مما يثير الإستغراب فلماذا يقع دمج تلقيح ناجح بنسبة 92% مع تلقيح آخر؟
• انطلقت روسيا في عملية تلقيح واسعة النطاق بلقاح سبوتنيك 5 و لكن الحملة لا تشمل من يتجاوز سنه 60 سنة يعني الأكثر عرضة للإصابة بالحالات الخطرة مع إعلام المتحصلين على التلقيح بضرورة عدم تناول الكحول اسبوعين قبل و شهر بعد التلقيح و هو ما يدعو أيضا إلى الإستغراب.
••• نتيجة لجملة هذه المعلومات فإنني رغم أنه معروف عني دفاعي الشرس عن التلقيح كحل وحيد و أمثل للقضاء على هذا الوباء في أسرع الآجال و بأقل الأضرار البشرية و الاقتصادية فإنني و في غياب تحديث دقيق و شفاف لتفاصيل تجارب هذا التلقيح أدعو إلى عدم إستعماله في تونس مهما كانت الأسباب.