د.حاتم الغزال : إنهم يبيعون لكم الوهم …الوضع الوبائي خطير و العودة المدرسية ستكون دواسة البنزين
قال الدكتور حاتم الغزال بأن الوضع الوبائي في تونس غير مطمئن بالمرة معتبرا أن من يروّج أن الوضع الوبائي مستقر فإنه يروج للوهم مضيفا أن العودة المدرسية ستكون بمثابة الضغط على دواسة البنزين و هذا نص تدوينة الغزال:
صباح الخير حسب توقعات حسابية قام بها عالم إحصاء صيني فإن مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 2019 كان تاريخ إنتقال الفيروس بالصدفة من حيوان معروض للبيع إلى الإنسان في أحد الأسواق المكتضة في منطقة هوباي في الصين. إنتقل الفيروس بعد ذلك منه الى بعض المحيطين به و لكن لم تظهر على اي مصاب منهم اعراض خطيرة تستوجب دخول المستشفى إلا يوم 1 ديسمبر 2019 عندما كانت العدوى قد إنتشرت بين العشرات في المدينة. يوم 11 جانفي وقع الإعلان عن أول وفاة يعني بعد أكثر من شهر من بداية إنتشار الفيروس بين المئات من المصابين. هذه الديناميكية الصامتة عند بداية الإنتشار و سببها أن اغلب المصابين لا يحملون أعراضا هي نفسها التي أوقعت أغلب دول العالم في الخطأ. ففي يوم 30 جانفي كان الفيروس قد دخل إلى أكثر من 20 دولة حول العالم و من بينها إيطاليا التي أبلغت عن اكتشاف حالتين عند سائحين صينيين. إنتشار الفيروس كان كالعادة بطريقة صامتة لأكثر من شهر في إيطاليا و في غيرها قبل أن يبدأ في حصاد عشرات ثم مئات الأرواح يوميا. هذه الفترة الصامتة هي التي حذرنا منها في جوان عندما فتحنا حدودنا و بقينا مستبشرين لعدم تسجيلنا لعدد كبير من الحالات التي تحمل اعراضا و لوفايات بالكورونا في شهري جويلية و أوت و إعتقدنا بكل غرور أننا مسيطرين على وضع نحن أصلا لا نعلم حقيقته. مرت اليوم سنة كاملة على بداية انتشار الفيروس في العالم و بالمناسبة يسجل العالم اليوم أكبر عدد وفايات في تاريخه بأكثر من 9 آلاف وفاة في يوم واحد و تعود أوروبا ثانية لتصبح المنطقة الموبوءة الأكبر في العالم بأربعة آلاف وفاة يوم أمس مع الإعلان عن تشديد إجراءات العزل الصحي الشامل في عدة دول. اعتقد أننا في تونس مازلنا في منحنى تصاعدي لإنتشار العدوى. هذا التصاعد وقع التخفيض فيه في الأيام الأخيرة نحو الإستقرار الهش بفضل الإجراءات التي وقع اتخاذها و خاصة منها منع الجولان ليلا و تعليق الدراسة و لكننا لن نستطيع بهذه الإجراءات أن نكسر المنحنى نحو الإنخفاض و سيبقى الحال على ما هو عليه لمدة أشهر طويلة. • الحجر المشدد مع الغلق الكامل للمقاهي و المطاعم و الأسواق هو وحده ما يمكّن من قلب المعطيات للأسف الشديد. • عودة الدراسة بعد العطلة المطوّلة بدون قلب المنحنى نحو النزول سيكون بمثابة الضغط على دواسة البنزين ليعود مؤشر العدوى للإرتفاع السريع. • الذين ينشرون خطاب طمأنة كاذب اليوم هم أنفسهم من نشر خطاب الطمأنة الكاذب في جويلية و أوت لأن بيع الوهم تجارة مربحة جدا في زمن يرفض فيه الناس مجابهة الحقيقة.