خطير / بالأسماء : الجهاز الامني السري لحركة النهضة ومحاولات اختراق المؤسسة العسكرية ..
الانقلابات تقودها الجيوش فبعضها كان ثوريا مثل عبد الناصر في مصر و القذافي في ليبيا وبعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعضها كان رجعيا أغرق البلدان في حمامات الدم والقمع.
في تونس نشأ جيشنا على عقيدة الحياد والدفاع عن الوطن دون أن يتدخل في الشأن السياسي ويوم تدخل إبان الثورة سعى إلى حماية المتظاهرين وتوفير الأمن وحماية مؤسسات الدولة وتعفف عن السلطة رغم أنها في متناول يده بل وأمن عملية الانتقال الديمقراطي وساهم عبر تاريخه في مجهودات التصدي للمخاطر الطبيعية وحماية الحدود والتطوير العلمي و الأبحاث الفلاحية ويضرب المثل بالصحة العسكرية.
وتفوق اطبائها وانظباطهم ورغم كل ذلك ظلت المؤسسة هدفا للايديولوجيات الانقلابية والعابثة وحوالت اختراقها عبثا ولعل مجموعة براكة الساحل خير دليل.
لقد أيقنت حركة النهضة أن مشروع التمكين والانفراد بالحكم لن يمر بدون الهيمنة على الجيش ولذلك قالها صراحة راشد الغنوشي “الجيش موش مضمون” وفي هذا الاتجاه عمل المكتب 22 الاسم الحركي للجهاز السري على استقطاب ضباط معتمدين على خلية يديرها راسا سيد الفرجاني وكيل سابق بجيش الطيران وهو الذي قاد مثل هذه العملية في الثمانينات.
ويشاركه عبد السلام الخماري نقيب سابق وصالح العابدي عريف سابق بإدارة الأمن العسكري ومحمد سيدهم نقيب سابق وقد تولى خطة والي القصرين في عهد النهضة.
هذه الخلية التي تم لفظها من المؤسسة العسكرية تمثل العمود الفقري للجهاز السري .
وقد أشار اليهم المدير السابق للمخابرات العسكرية العميد موسى خلفي والذي تولى إدارة الأمن العسكري لحدود سنة 2000 حيث تحدث في حوار مطول عن تواصل عمل الجهاز السري وتكثفه خاصة بعد سنة 2011 مستغلين امساكهم بزمام السلطة.
فحاول المرزوقي عبر عزل قيادات وتخويف اخرين ومحاولة خلق موالين ومقربين حتى يتم فسح المجال امام الإرهابيين وخلق جيش موال مسيس يقتصر دوره على حماية الحكم لا الوطن كما تعرض خيرة الجنود إلى عمليات ارهابية بهدف ترويع الآخرين واجبارهم على تقديم فروض الولاء و الطاعة اضافة الى تحويل وجهة العلاقات العسكرية من محاورها التقليدية إلى تركيا.
الصدمة كان يوم 26 جويلية حين جاءت الإجابة صادمة لراشد الغنوشي “لقد اقسمنا على حماية الوطن” فاسقط في يده امام جيش وفي لتقاليده و نواميسه.
فحماية الأوطان والسلم الاهلي اقدس قسم بل مثل انخراط الجيش في تلقيح المواطنين في كل شبر صفعة ثانية لمن راهن على تفكيك الدولة
رغم كل الرسائل لا تزال منظومة الخراب ومرتزقتها تارة يروجون اشاعات حول تململ الجيش وتوجههم لعزل الرئيس وتارة عبر دعوتهم للعصيان في حين تكفل آخرون بالتهجم على المؤسسة العسكرية واتهامها بالانقلابية والدعوة إلى العنف.