خديجة بن قنة، وهي في قطر، تضع يدها على قلبها، محبة لبلدها ومسقط رأسها الجزائر، لا سيما حين ترى الجموع تخرج إلى الشارع، مطالبة برحيل الرَّجل المريض العاجز عن تسيير دواليب الدولة.
لكنّ خديجة تستشيط غضبا، وهي تسمع ترّهات وزير سابق يحاول أن يبرّر استمرار بقاء الرئيس الحيّ/ الميت متكئا على كرسي السلطة المتحرك، لحاجة في نفوس الجيش.
غرّدت مذيعة «الجزيرة»، واصفة ما قاله الأخضر الإبراهيمي بأحد «الكبائر»، لأنه حسبها أدلى بشهادة زور، وكتبت ساخرة: «بوتفليقة، دماغه شغّال ميّة الميّة مش تسعين بالمية، حسب الإبراهيمي».
ماذا قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق حتى استحق وصف «شاهد زور»؟ لقد أسهب في جرد مستجدات الحالة الصحية لرئيسه، وكأنه طبيبه الخاص، فقّدم التشخيص التالي: صوته خافت ومنخفض جدا جدا (والتأكيد من عنده)، بحيث لا يصلح لأن يلقي خطابا لا في التلفزيون ولا على الملأ؛ قواه الذهنية استرجعها مئة في المئة وليس تسعين في المئة؛ يداه (لا بأس عليهما)؛رجلاه عاطلان.»
غير أن خديجة بن قنة لم تكن وحدها مَن انتقد كلام الأخضر، فقد ترددت العبارات نفسها تقريبا على لسان عضو مجلس الشورى الجزائري، جمال صوالح، حيث قال على شاشة قناة «الغد»، إن القول بأن الرئيس يتمتع بصحة جيدة كلام غير صحيح، وفيه كثير من التجني والكذب والمراوغة ومحاولة الالتفاف على مطالب الشعب. وطرح المتحدث تساؤلات عدة، من قبيل: لماذا لم يتم تصوير عبد العزيز بوتفليقة حين قدومه من سويسرا حيث كان يعالج؟ لماذا لم يحضر التلفزيون الجزائري لقاءاته مع أركان الجيش؟ ليخلص إلى اعتبار أن «كل ما نراه فيديوهات مفبركة.»
وعلى ذكر «الفبركة»، لا ننسى أن للأجهزة الرسمية سوابق في هذا المجال، وقد فضحتها قناة فرنسية، منذ ست سنوات، حين أظهرت الرئيس الجزائري بوتفليقة يحرك يديه اليمنى خلال استقباله لرئيس حكومة فرنسا آنذاك، والحال أن تلك اليد كانت مشلولة، وبيّنت قناة «كنال+» بالحجة والدليل كيف أن التلفزيون الجزائري تلاعب بصور بوتفليقة… كيف لا يفعل ذلك، وكثير من الأنظمة العربية تتلاعب بكل شيء، بدءا من جودة المواد الاستهلاكية وأثمانها، مرورا بصحة المواطنين والمواطنات، وصولا إلى نتائج الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية وغيرها…