حضوره أثار عديد التساؤلات: هذه هوية الشخص الخامس الذي حضر مائدة غداء المشيشي
أثارت الصورة التي تم التقاطها لمائدة الغذاء الذي انتظم بمجلس النواب بحضور رئيس الحكومة المكلف (آنذاك) هشام المشيشي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي ورئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف ورئيس كتلة المستقبل مبروك الخشناوي، اثارت عديد الأسئلة التي تعلقت بالتحالفات المستجدة التي عقدت بين رؤوساء عدد من الكتل مع رئيس الحكومة الجديد والتي ما يزال يشوبها الغموض الى حدّ هذه الساعة.
والى جانب هذه التأويلات، تساءل العديد عن هويّة مبروك الخشناوي وصفته ومغزى تواجده في هذه الجلسة “المصيرية” بالنسبة لمنح الثقة لحكومة المشيشي من عدمه والتي كشفت الكثير عن توجهات هذا وذاك وعن القطيعة المؤكدة مع مؤسسة رئاسة الجمهورية.
واتضح من خلال المعطيات التي تحصلنا عليها ان الشخص الذي جلس على يمين رئيس البرلمان راشد الغنوشي هو رئيس كتلة المستقبل مبروك الخشناوي الذي ترشح على رأس القائمة المستقلة عدد 39 في الانتخابات التشريعية بالقصرين (2019)، اسم القائمة “الوفاء بالعهد” وشعارها «الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه».
ومبروك الخشناوي رجل أعمال ينشط في المجال السياحي وهو صاحب نزل بالحمامات وعدد من الشركات. وهو من القيادات الجهوية للتجمع قبل الثورة وكان عضوا بمجلس النواب في آخر دورة نيابية سبقت الثورة.
وورد اسم مبروك الخشناوي قضائيا لأول مرّة اواخر سنة 2011 عندما أجلت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس القضية المتعلقة بجليلة الطرابلسي إلى يوم 12 ديسمبر 2011 وتتعلق التهمة التي تشمل كل من شقيقة ليلى الطرابلسي والرئيس المدير العام السابق لاتصالات تونس ومبروك الخشناوي بصفته شريكا لجليلة الطرابلسي، بتكوين شركة “كيوسك كونسابت” التي وضعت أكشاكا في كامل تراب الجمهورية لتسويق خطوط الجوال بتمويل من اتصالات تونس.
وفي شهر ماي من سنة 2017، نشرت منظمة “انا يقظ” قائمة اسمية لما لا يقل عن 328 شخصا معنيين بمصادرة املاكهم من بينها اسم رجل الاعمال مبروك بن عبد اللطيف الخشناوي.
ثم ورد اسم مبروك الخشناوي مجددا يوم 30 جوان 2017 في قائمة الأشخاص الذين تقرر مصادرة املاكهم من قبل لجنة المصادرة التي أعلنت اخضاع أملاكه للتقصي والمصادرة لاحالتها على ملك الدولة بناء على مرسوم المصادرة الصادر في 14 مارس 2011 الذي يسمح بمصادرة الممتلكات التي حصل عليها أصحابها بفضل علاقتهم بمجموعة ال114 شخص المذكورين بالمرسوم وهم أساسا من عائلة بن علي وأصهاره.
وقد انتفع مبروك الخشناوي بقانون المصالحة الاقتصادية الذي صادق عليه البرلمان سنة 2017 ليسترجع املاكه ويترشح سنة 2019 في الانتخابات التشريعية عن دائرة القصرين ويفوز بمقعد نائب ب6430 صوتا (المرتبة الرابعة بعد النهضة وقلب تونس والاتحاد الشعبي الجمهوري).
ويترأس مبروك الخشناوي حاليا كتلة المستقبل بمجلس النواب المتركبة من 9 نواب من المتحزبين و المستقلين وهم جمال بضوافي بن (عروس) وسامي بن عبد العالي (إيطاليا) وعدنان بن ابراهيم (المنستير) وعصام برقوقي (سيدي بوزيد) ولمياء جعيدان (المنستير) ومبروك الخشناوي (القصرين) ومحمد زعبي (القصرين) وآية الله هيشري (القصرين) ومحمد الصالح لطيفي (القصرين).
هذا وقد نشر مبروك الخشناوي يوم 2 سبتمبر على صفحته الخاصة بالفايسبوك صورة مائدة غداء المشيشي مرفوقة بالتعليق التالي: “بالتوافق والوفاق تونس تنتصر، تستقر وتمر لبر الامان ان شاء الله.. كل الدعم والمساندة لحكومة الكفاءات الوطنية.. نحو التأسيس لعمل مشترك في جو من الاستقرار و الثقة بين مختلف الأطراف المشاركة في العملية السياسية و من باب المسؤولية اليوم تونس بحاجة لجميع ابنائها ولا تقصي الا من اقصى نفسه.. دولة قوية ومتماسكة دون اقصاء احد”.
المصدر : الجمهورية