حرب أوكرانيا تكشف حقيقة قوة الجيش الروسي
إن الخطاب الستاليني الناري الذي ألقاه الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، مساء الأربعاء 16 مارس 2022، والذي وصف فيه الروس المعارضين للحرب بأنهم “خونة” كان بمثابة تغيير حاد في اللهجة، بحسب شبكة ” سي ان ان الإخبارية.
وكان الرئيس الروسي قد دعا إلى ما أسماه “التطهير الطبيعي” لمن وصفهم بـ “الحثالة والخونة” داخل روسيا الذين يشككون في غزوه لأوكرانيا.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من المراقبين رأوا في ذلك علامة على أن رئيس الدولة الروسية، الذي يواجه انتكاسة في أوكرانيا، سيتخذ منعطفا انتقاميا في الداخل ويقمع بقوة أكبر من أي وقت مضى كل من يعارضه. وإن دلّ هذا على شيء فهو يدل على عيوب ومدى قوة الجيش الروسي التي كشفتها الحرب الأوكرانية الحالية.
وتعتبر القوات المسلحة الروسية، خامس أكبر جيش في العالم، لكن تعثرها في أوكرانيا جعل القائد العام السابق لقوات الجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال المتقاعد، بن هودجز. يقول إن لديها الكثير من العيوب اللوجيستية.
خلال برنامج أُذيع على قناة “سي بي أس نيوز” قال هودجز: “لقد تم الكشف عن نقاط الضعف من حيث الخدمات اللوجستية، والصيانة الضعيفة، وحقيقة أن ليس لديهم رقباء مثلما نفعل، يمكن أن يفرضوا الانضباط، وهنا نرى الفرق”.
في سياق تحليله، قال هودجز كذلك، إن ذلك كله، راجع لاستخفاف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالخصم، ولا سيما الشعب الأوكراني، الذي أظهر استبسالا في مقاومته للغزو الروسي.
وأدت مقاومة الأوكرانيين وحرب المدن والهجمات البرية المضادة للروس إلى تغيير بوتين والجيش الروسي لاستراتيجيتهم نحوحرب استنزاف، مما يعني أنهم سيحطمون كل بلدة ومدينة لخلق تدفق رهيب للاجئين، للضغط على حكومة، فلودومير زيلينسكي، وكذلك الحكومات الأوروبية الأخرى التي لديها الآن أكثر من مليوني لاجئ، خصوصا في بولندا ودول وسط وشرق أوروبا الأخرى.
وبعد دخول الحرب أسبوعها الرابع، لم تحقق روسيا ما كانت تصبو إليه، وعانى جيشها أكثر مما كان متوقعًا في بداية أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفق عدة خبراء.