بيان
ظهر في الأيّام الأخيرة في إحدى القنوات الفضائيّة الخاصّة شخص يدّعي العلم، ليقدّم لعموم النّاس فتاوى باطلة فاسدة ترخّص في الإفطار في رمضان لتلاميذ الباكالوريا والطلبة ولاعبي كرة القدم وصاحب الشغل الشاقّ كالخبّاز والبنّاء….
وإذ تحذّر جمعيّة الخطابة والعلوم الشرعيّة عموم التونسيّين من أمثال هذا الجاهل الدعي الّذي لا تؤهّله معارفه العلميّة للفتوى، ولو كان يمارس الخطابة، لما تبيّن أنّه لا يبحث عن الوصول بجمهور المشاهدين إلى الحق في المسألة، ومعرفة حكم الله فيها، وإنما يبحث عن الظّهور الإعلامي والإثارة بالتساهل في الفتوى وترخيص ما لم يرخّصه الله تعالى، فإنّها:
1.تعتبر أنّ الله تعالى حين فرض علينا الصّيام فإنّه يريد بنا اليسر، قال عزّ من قائل: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ البقرة:185، والتيسير هو التّرخيص أي “تغيير الحكم الشرعي من صعوبة إلى سهولة مع قيام السبب للحكم الأصلي فتأتي عليه الرّخصة فتنقله إلى السّهولة”.
وأنّ الله بيّن في كتابه الكريم الأعذار المبيحة للفطر وهما المرض والسّفر، قال تعالى: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ البقرة:184، ويشمل المرض الشيخوخة والإرضاع والحمل.
2.تؤكّد أنّ الصّيام واجب على التّلاميذ والطلبة والعمّال بالمخابز وعمّال البناء وغيرهم ممّن يتمتّعون بالصّحة والسّلامة لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة:183، فإذا طرأت عليهم مشقّة شديدة غير معتادة أثناء النّهار ، أفطروا حينها فقط، وعليهم القضاء بعد انقضاء شهر رمضان.
3.تَعُدّ إجابات “الإمام الخطيب” في البرنامج التلفزي تقوّلا على الله بغير علم وتحليلا لما حرّم الله، وفيها إضلال للنّاس، يقول تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾النّحل:116
4. تعبّر عن أسفها لاستقطاب بعض القنوات الفضائيّة غير المؤهلين للإفتاء، وتشجيعهم على الظّهور على حساب العلماء المتخصّصين الّذين تزخر بهم بلادنا وفي مقدّمتهم علماء جامعة الزيتونة.
5. تدعو وزارة الشؤون الدّينيّة إلى منع الّذين يفتون بغير علم من الأئمة الخطباء من تصدّر المنابر الإعلاميّة ووضع الآليات العلميّة المنضبطة لاختيار من تُسند إليهم هذه المهمّة من أهل العلم.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطّاهرين.