تونس تتعرض إلى الخيانة العظمى..مقال بقلم نصر الدين السويلمي
نصرالدين السويلمي
نحن في حرب يقودها الجيش الأبيض، وقائد الجيش الأبيض هو وزير الصحة اعلى رتبة في القوات الصحية بمختلف تشكيلاتها، وكلنا نجمع على أنها معركة لم تعرفها تونس وأخطر ما فيها أن المستشفيات ليست الجبهة الوحيدة التي تركز عليها الجهود، فالعدو يأتي من الأسواق ومن المرافق ومن المنازل من الداخل ومن الخارج يأتي من الرذاذ والأكف ومن الاكواب و الأحذية ويخنس في الحافلات والقطارات.
ونحن نخوض الحرب ضد هذا العدو الذي يتهددنا بالفناء ويستهدف كبيرنا و مريضنا يطلبهم على عجل الى المقابر بلا تغسيل ولا تكفين ولا جنازة مهيبة، ونحن أبناء تونس على ذلك الحال، يخرج علينا أبناء كورونا! أبناء إيبولا أبناء الانفلونزا الاسبانية، أبناء سارس.. أبناء الذين واولاد اللواتي.. يخرجون علينا بقاذوراتهم الجوفية وليست تلك السطحية التي يمكن مجابهتها بغلق الأنوف، يمضي فريق القناة الموبوءة في إفساد لُحمتنا، في تخريب صمودنا… إنهم يخوضون معاركهم ضد تونس، يتخندقون جهارا مع الفيروس اللعين، يصنعون الموائد المستديرة لتثبيط بلادنا وللغمز في حنودها واللمز في قيادة أركان جيشها الأبيض الذي يجابه ويواجه ويرابط.. هذه جيوش تونس الابيض منها والاخضر والازرق، الصحة والأمن والجيش والشعب، الكل في معركة مصيرية ضد الوباء الفتاك، اما هم!!!!!! هم ضباع تسبح في برك ايديولوجية خامرة.
وبينما تبصق قناة التاسعة في وجه الشعب كل ما في فمها من كورونا، هناك ليس بعيدا عن حرفتها، يواصل الوباء الجرادي رحلة العار، يتجمعون في مدينة العمل والامل في صفاقس، يتجمعون في واحدة من الثكنات الكبرى التي تواجه الزحف الكوروني، ثم يهتفون في وجه قيادة أركان الجيش الأبيض!!! يبالغون في الرغاء المقزز النشاز، يصرخون! يهرفون! اقوى قوة في البلاد اقوى قوة في البلاد!!!!!في مشهد بيزنطي موغل في البؤس، لم تفعله حتى عصابات كورونا حين احست بالهزيمة في ووهان! يصرخ الجرو الجرادي هناك ويرد عليه الخنوص النوفمبري من على قناة التاسعة، في الاثناء يواصل المكي قيادة المعركة، يدرك الرجل بفطنته انه جاء لمجابهة كورونا وليس لمجابهة بعرور كورونا…
قلنا بأن هذا الداء الجرادي يعيش خارج الزمن، قلنا بأنك حين تتمعن في وجوه السدنة توقن من الوهلة الاولى انك لست بصدد كائنات سوية، قلنا بان الحقد نخر عروقهم وان الشفاء يرجى من داء الهرم ولا يرجى من هذا الطيحال الجرادي، هذه الكارثة التي التهمت مقدرات الاقتصاد طوال 10 سنوات وشردت الاستثمار وعطلت إصلاح القطاع العام وسكنته وحقنته بالإفلاس ونصبت في داخله منجنيق يرجم كل من يسعى الى مباشرة الاصلاح.
قلنا بأنهم كانوا الأوتاد التي تمسك حكم بن علي من السقوط، وأنهم تحولوا بعد الثورة الى معاول تهدم كل ما تبنيه سواعد سبعطاش ديسمبر، قلنا كل ذلك، وها نحن نقول، سيضعف كورونا، ستتمكن تونس من هزيمته، سيموت كورونا وسيعيش الشعب التونسي، وحين يشرع شعبنا في الاحتفال ويبدا في الاستعداد لمراسم الفرح، ستنقض عليه الملاريا الجرادية، ستقضي عليه….. بيننا الايام! إذا ظلت هذه الكائنات على سعارها بلا لجام ولا ردع واستفحل هيجانها، ستكون نهاية تونس على يدها…
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.