يتطلع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى إقناع المانحين الدوليين بشأن خريطة الطريق التي طرحها والحدّ من الضغوط التي تمارسها واشنطن منذ 25 يوليو/تموز الماضي، على خلفية
المصدر: تونس ـ إرم نيوز
يتطلع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى إقناع المانحين الدوليين بشأن خريطة الطريق التي طرحها والحدّ من الضغوط التي تمارسها واشنطن منذ 25 يوليو/تموز الماضي، على خلفية الوضع السياسي والاقتصادي والحقوقي في البلاد، وقد أوفد سعيد لهذا الغرض رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد مبعوثا إلى واشنطن لطمأنة الكونغرس والخارجية الأمريكية وصندوق النقد الدولي، وفقا لموقع ”أفريكا أنتلجنس“ الفرنسي.
وبحسب تقرير نشره الموقع اليوم الإثنين، فإنه ”إضافة إلى الشاهد يعتمد سعيد على شخصيات يرى أنها مؤثرة لإقناع واشنطن بسلامة مساره الذي بدأه في 25 يوليو/ تموز الماضي، والتزامه بخريطة الطريق التي وضعها وبالإصلاحات المطلوبة لإنعاش الاقتصاد التونسي“.
وقال الموقع إنه ”في مواجهة أزمة اقتصادية تبدو غير مسبوقة، وانتقادات دولية متصاعدة، أرسل سعيد رئيس الوزراء الأسبق يوسف الشاهد مبعوثا إلى الولايات المتحدة في مهمة هدفها الأساس طمأنة الكونغرس والسلطة التنفيذية الأمريكية وصندوق النقد الدولي اللذين يشترطان دائمًا تنفيذ الإصلاحات الرئيسة لمساعدته“.
وشرح التقرير أسباب اختيار الشاهد، الذي كان يعارض قيس سعيد في السابق، مبينا أن ”الشاهد عمل سابقا داخل السفارة الأمريكية في تونس وفي وزارة الشؤون الزراعية قبل 2011، بالتالي فهو يعرف جيدا العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين، وأنه من خلال زيارته للعاصمة الأمريكية التي دامت أسبوعا قبل عودته إلى باريس انطلق الشاهد لإقناع وطمأنة الممثلين الأمريكيين والمنظمات الدولية، فيما ارتفعت الأصوات حول الوضع السياسي في البلاد وغياب خطة ملموسة للإصلاح الاقتصادي، وهو شرط أساس لأي قرض دولي واسع النطاق لتونس“.
وأردف أنّ ”هناك شخصية أخرى يعتمد عليها سعيد في واشنطن، وهي حنان التاجوري السفيرة في واشنطن وقد وصلت لواشنطن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم تظهر أي أنشطة عامة على وسائل الإعلام المختلفة للسفارة منذ وصولها لكنها نشطة وراء الكواليس“، موضحا أن ”هذه الدبلوماسية التي عملت من قبل في برلين على دراية بأسرار السياسة الأمريكية، حيث كانت في السابق نائبة رئيس البعثة في السفارة منذ العام 2017 والمسؤولة بشكل خاص عن العلاقات مع الكونغرس ووزارة الخارجية“.
ولفت التقرير إلى ”مبعوث آخر مفترض لتونس للمؤسسات المالية وهو محمد ملوش، مستشار في مؤسسة دي لويت أفريكا ورئيس المنتدى التونسي الأمريكي للمهنيين الشباب، وعضو مجلس إدارة الصندوق التونسي الأمريكي للمشاريع والمشاركين في العلاقات الاقتصادية بين البلدين لسنوات عديدة“.
وأفاد التقرير بأنه ”رغم الصعوبات والشكوك، يبدو ملف التعاون العسكري الإستراتيجي لواشنطن، محصنًا من الضغط، رغم أن بعض النواب في الكونغرس يبدون قلقهم بشأن الدور المتنامي للجيش في الحياة السياسية التونسية، وأنّه في الوقت الحالي لا يزال الوضع على ما هو عليه بين الولايات المتحدة وتونس حيث ينظر البنتاغون إلى البلاد على أنها جزيرة من الاستقرار الإقليمي النسبي“.