تفاصيل مسيرة الراحلة السيدة نعمة
توفيت الفنانة القديرة نعمة اليوم الأحد 18 أكتوبر 2020 بعد صراع من المرض عن سنّ تناهز 86 سنة.
مدام عندك الارادة ما فماش مستحيل
تنجم توصل كي الأجيال إلي كي حطوا بلادنا في عينيهم
وصلو خلاو بصمتهم و حققوا حلمتهم كيما
فنانة تونس الأولى السيدة نعمة الصوت الخالد
فنّانة تونس الأولى”، لقب استحقّته الفنّانة نعمة التونسيَّة عن جدارة، وذلك حسب وصف الروائي والمسرحي يوسف إدريس.
نعمة التي قال فيها الشاعر صالح جودت: “يتلألأ منها الأداء الحي”، إذ يمتلك صوتها طاقةً ضخمةً تتحمَّل كلَّ الأنواع الغنائيَّة. ولدت نعمة عام 1934، وتمرَّنت على الغناء في “المعهد الرشيدي للأغاني التونسيَّة”، على يد أكبر الأساتذة. أجادت “الفوندو”، وهو قالب غنائي تونسي من حيث اللهجة الموسيقيَّة، يقع ما بين الشعبي والتقليدي من حيث المقام والإيقاع
هي أصيلة قرية أزمور واسمها الحقيقي حليمة الشيخ لكن الموسيقار صالح المهدي غيّر اسمها ولقبها باسم فني «نعمة». عاشت طفولتها في قريتها قرب أهلها ثم انتقلت إلى العاصمة حيث أقامت في نهج الباشا في بيت قريب من بيت الرصايصي الذي كان يعتبر آنذاك بمثابة أستوديو الفن.
بدأت الغناء في سن 11 من عمرها بأغنية «صالحة» و«مكحول نظارة» ثم غنّت لأول مرة أمام الجمهور في حفلة خيرية لفائدة جمعية المكفوفين مما أهلها لتصبح إحدى مطربات فرقة الراشدية.
التحقت نعمة بالإذاعة الوطنية كمطربة رسمية في سنة 1958 وكانت فرقة الإذاعة تضم آنذاك أسماء كبيرة مثل صليحة وعليّة. وشاركت مع فرقة الإذاعة في عديد الحفلات خارج تونس مثل مهرجان انتخاب ملكة جمال العرب في بيروت سنة 1966 ومهرجان ألفية القاهرة سنة 1969 والذي لقبت على إثره بفنانة تونس الأولى.
يتجاوز رصيد السيدة نعمة الغنائي 360 أغنية ولحّن لها أشهر الفنانين من تونس مثل خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي وقدور الصرارفي وعبد الحميد ساسي كما لحــــّن لها سيـــد مكاوي من مصر وحسن العريبي من ليبـــيا وغيرهم.
عادت نعمة إلى قريتها أزمور التي قضت فيها طفولتها لتقيم فيها بعد أن اعتزلت الفن.
عندما تلتقي الفيانة والاناقة مع الصوت الجميل فهي حتما السيدة نعمة.. بنت بلادنا الله يرحمها