تفاصيل صادمة لعملية “تدمير” الخطوط التونسية من طرف مهدي بن غربية وأنيس الرياحي: تلاعب في موازين الشحنات وتعريض سلامة الطائرات ومسافريها للخطر وجريمة مكتملة لـ”تفليس” الناقلة الوطنية
تفاصيل صادمة لعملية “تدمير” الخطوط التونسية من طرف مهدي بن غربية وأنيس الرياحي: تلاعب في موازين الشحنات وتعريض سلامة الطائرات ومسافريها للخطر وجريمة مكتملة لـ”تفليس” الناقلة الوطنية
حقيقة صرت أتشاءم إن تم الإعلان عن تأسيس مؤسسة جديدة رغم سيل الوعود التي يطلقها أصحابها كالسيل العرم لنكتشف بعد مدة قصيرة أن تلك المؤسسة الوليدة ليست إلا خنجرا مسموما تم غرزه في جسد الاقتصاد التونسي المتهالك أصلا والمثخن بالجراح نتيجة كثرة الفاسدين والعبث بمقدراته دون حسيب ولا رقيب.
في المدة الأخيرة كثر الحديث عن قرب إفلاس الخطوط التونسية وعن تعكر وضعيتها بصورة يستحيل معها إنقاذها إلا إذا تم التفويت فيها للخواص وكان يجب كشف الحقيقة كاملة وليس نصفها فقط وذلك بالإشارة مباشرة إلى من تسبب في إفلاس الناقلة الوطنية التي كانت إلى حدود سنوات قليلة ماضية مفخرة تونس وسمعتها تضاهي اكبر الشركات العالمية لم يشر احد الى ان إخطبوط رهيب لف اذرعه حول المؤسسة وتلاعب بمقدراتها وأحالها الى “الهلاك” .. هذا الإخطبوط اشتهرت منه ذراع وحيدة وبقيت الذراع الثانية في طي الخفاء في توزيع ادوار محكم بينهما . الذراع الأولى هي ذراع مهدي بن غربية الذي دمر الناقلة الوطنية وتسبب لها في فضائح على المستوى الدولي عصفت بسمعتها وخفضت قيمة اسهمها الى اسفل السافلين متواطئا مع اللوبي الاماراتي في تونس الذي يريد الاسيتيلاء على الناقلة الوطنية لصالح مجموعته “طيران الامارات” لتجعلها نقطة انطلاق الشركة نحو افريقيا وهذا لن يتم الا بتخفيض اسهمها واثقالها بالمشاكل حتى ينفر منها باقي المستثمرين مع اشاعة ان قطر تريد اقتناء الناقلة الوطنية واثارة الاعلام الموالي لهم وما اكثره للاكثار من الحديث عن تعزم قطر شراء الخطوط التونسية في حين ان قطر تريد تحسين اداء خدمات الناقلة الوطنية باقتناء شركة “تونيزي كاترينغ” المسؤولة عن التموين في الطائرات التونسية وتحسين خدماتها الرديئة والتي كانت محل انتقاد واسع من المسافرين على متن الخطوط التونسية من ابناء هذا البلد او من الاجانب وجعلت العديد منهم ينفروزن من السفر على متن طائرات الناقلة الوطنية بسبب تلك الخدمات المتردية ولان “تونيزي كاترينغ” تمثل احدى اهم ضمانات نجاح الخطوط التونسية في استقطاب المسافرين ولان ازمتها المالية عويصة وتمثل حملا ثقيلا على الدولة فان قطر ارادت اقتناء اسهم من هذه الشركة لتطوير ادائها وحل ازمتها المالية دون ان تعود ملكيتها بالكامل لها بل ستكون لتونس نسبة مهمة من الاسهم تحافظ بها على ملكية الشركة الا ان وكلاء الامارات في تونس زوروا الحقائق وحجبوا الحقيقة ليوهموا التونسيين بان قطر تريد اقتناء الخطوط التونسية في حين ان المعطيات على الارض تؤكد ان الامارات هي من تخطط لذلك وشرعت في الاستعداد للامر بتوسعة مقر “طيران الامارات” بتونس ليشرف على كامل القارة الافريقية التي تسير اليها رحلات عبر الخطوط التونسية وهو ما سيضر بتعدد وجهات الناقلة الوطنية اذ ستنقص وجهاتها نحو اوروبا لصالح افريقيا وليس بامكان الناقلة الوطنية الرفض لان سلطة القرار بها ستكون لشركة “طيران الامارات” المالكة لنصف الاسهم ان لم يتم التلاعب بالقانون الذي يمنع على الاجانب امتلاك اكثر من 49 بالمائة من اسهم الشركات العمومية بادخال شركاء جدد يكونون مجرد واجهة تتخفى وراءها “طيران الامارات”.
هذا الدور الخبيث اضطلع به بن غربية ليضرب عصفورين بحجر واحد الاول يغنم المليارات من الامارات نظير خدماته المقدمة اليها في اطار خطتها للسيطرة على الناقلة الوطنية اما العصفور الثاني فان بن غربية وفي اطار خطته لهدم الخطوط التونسية استفادت شركته “WFS” من ذلك ايما استفادة حيث يتم منح الاولوية لشركته للوساطة في النقل الجوي لتحميل بضائح حرفائها على الطائرات وهو ما اضر بباقي الشركات العاملة في القطاع التي تقدم عروضا لدفع اداءات على ما تنقله اعلى مما يقدمه بن غربية للقائمين على محطة البضائع والفارق يصل الى دينارات في الكلغ الواحد لكن الاولوية دائما لبن غربية وشركته ودفع العديد منها الى اعلان الافلاس وتسريح عمالها وموظفيها وتجويع عائلاتهم بل ايضا بالتخفيض في اوزان البضائع والحمولات القادمة من شركته والتصريح باوزان اقل بكثير من الاوزان الحقيقية كما انه يتمتع بتخفيض كبير في سعر الكيلوغرام لتكون الخسارة مضاعفة اذ انه لا يدفع 9 دينارات كثمن على الكلغ الواحد المحدد على الطائرات المتوجهة الى مطار باريس اورلي بل ينال تخفيضا كبيرا يصل الى عدة دينارات فتخسر الشركة مرتين الاولى من خلال تخفيض الاوزان اي ان عديد البضائع تحمل مجانا لان وزنها لم يتم اختسابه حقيقة والثاني ما سيتم تحصيله من الاوزان التي تم تسجيلها سيكون اقل بكثير من العادي لان ينال تخفيضات لا يتمتع بها غيره من العاملين في قطاعه الذي سيطر عليه سيطرة تامة معولا في ذلك على شبكة علاقاته الواسعة من محطة البضائع في مطار تونس الى محطة المسافرين في المطار ذاته والتي بناها بالرشوة والهدايا والضغوط استغلالا لنفوذه الذي استمده من علاقاته بعديد المديرين في ديوان الموانئ الجوية او في الخطوط التونسية ذاتها او في باقي المصالح العاملة في المطار وما قام به بن غربية في هذا الاطار لا يمثل خطرا على التوزانات المالية للناقلة الوطنية فحسب وهو امر فاحت رائحته بل ايضا على سلامة طائراتها لان عدم الاعلان عن الاوزان الحقيقية يجعل الطائرة تحمل فوق طاقتها وهو ما يعرضها للخطر اضافة الى كثرة استهلاك الوقود واهترائها وهذا يعتبر جريمة في حق الدولة والشعب والمسافرين ويحق التساؤل كيف سيكون التعامل مع بن غربية لو سقطت طائرة جراء ارتفاع حمولتها والحمد لله ان هذا لم يحدث لكنه ان احتمالا مطروحا يستوجب من رئيس الجمهورية فتح ملفه ومتابعته ومحاسبته حسابا عسيرا فما سيسقط ليس بغلة في العراق بل طائرة في الجو امل نجاة ركابها ضعيف جدا ةان كانت الاعمار بيد الله.
الاخطبوط الثاني والذي نشات قصة تعاون بينه وبين بن غربية بعد ان كانا متنافسين وعدوين لدوين هو انيس الرياحي الذي نسي عداوته لبن غربية حين كانت له شركة تعمل في في التوسط في الشحن الجوي وصار حليفا له بعد ان اسس شركة للنقل الجوي هي “إكسبراس آر كارغو ” والتي تسير رحلات لشحن البضائع من تونس الى فرنسا من خلال مطار باريس شارل ديغول الدولي ثم نال حق تسيير رحلات للبضائع من تونس الى كولونيا بعد ان عزز اسطوله الجوي بطائرة بوينغ سنة 2017 وتخطط شركة انيس الرياحي لرفع استثماراتها الى 160 مليون دينار قصد بلوغ اسطول من 12 طائرة شحن ( شراء وكراء) مع موفى هذه السنة الا ان الازمة الناتجة عن فيروس كورونا اجلت طموح الرياحي لكن لم تمنع عبثه بالناقلة الوطنية عبر اعداد برنامج تعاون بين وزارتي النقل والتجارة ومركز النهوض بالصادرات لتحديد الوسائل لدعم المؤسسات على النفاذ الى الاسواق الجديدة بامر مباشر من يوسف الشاهد الذي تحالف مع انيس الرياحي مباشرة حين تولى السلطة ودعمه ماليا حين تعاظمت طموحاته في السيطرة على تونس عبر حزبه في البرلمان والقصبة وقرطاج بل يكاد يكون الشاهد شريكا في الخفاء لانيس الرياحي في تضارب مصالح لن يتم كشفه لأنه غير موثق ويتم عبر طرق ملتوية الشاهد بارع فيها لتحول شركة انيس الرياحي الى منافس قوي للخطوط التونسية زادت في متاعبها من خلال المنافسة غير النزيهة حيث كان الاحرى منح شركة الرياحي العمل على خط اخر غير تونس باريس لان الناقلة الوطنية تعمل كثيرا على هذا الخط وكان يمكن توجيهها الى اسواق جديدة في اوربا الشرقية مثلا او في افريقيا خاصة ان عديد رجال الاعمال يشتكون من قلة النقل الجوي الى القارة السمراء لكن لان خط تونس باريس اقل كلفة فتم تيسير عمل شركة الرياحي عليه بل اكثر من ذلك تم تحويل الشحنات التي كان من المفترض ان تحملها طائرات الناقلة الوطنية لانه “بقدرة قادر” قررت الشركة الترفيع في اثمان تحميلها للبضائع المشحونة على طائرتها بصورة جعلت المصدرين وكل من له حمولة يخول وجهته الى شركة انيس الرياحي “اكسبراس آر كارغو” لان اسعارها اقل بكثير من اسعار الناقلة الوطنية لتخسر الشركة الوطنية حرفاءها تباعا لصالح شركة الرياحي كما زادت الناقلة الوطنية في اشتراكاتها على حرفائها مثلا ان يتم تغليف الطرود باوراق “السوليفان” وهذا الاخير ثمنه مرتفع في حين لا وجود لهذا الشرط عند شركة “اكسبراس آر كارغو” ليزيد هذا في نفور الحرفاء سواء من الاشخاص الطبيعيين او الشركات من التعامل مع الناقلة الوطنية مما حرمها من عائدات مالية معتبرة تحولت الى شركة انيس الرياحي أي ان تفليس الخطوط التونسية مبرمج ومنظم ومخطط له باحكام من انيس الرياحي وقبله بن غربية وبتواطؤ مكشوف من بعض مسؤوليها الذين ينالون عمولات مهمة على كل قرار ينفر كل رفاء الشركة الوطنية منها اضافة الى افتعال تعطيلات اخرى من قبيل تخريب الالات الرافعة او تعطيل “الـ”سكانار” بطريقة متعمدة ليحتكر انيس الرياحي الشحن الجوي ويحتكر بن غربية التوسط في عملية الشحن وخلا المطار ومحطة البضائع به من المتعاملين لصالحهما وبقيا وحدهما على الساحة يخربان الناقلة الوطنية وسمعة تونس ويدفعان مفخرة الشركات الوطنية التي كانت تضخ مئات المليارات سنويا في خزينة الدولة الى شركة مفلسة تحتاج الى الدولة لتسندها ماليا وزاد نشاطهما وعبثهما في عهد يوسف الشاهد لانهما صديقان حميمان له اضافة الى ان كل “شيء بأجرو” ولا يهم ان افلست تونس والخطوط التونسية وتشرد عمالها وافلست الشركات المنافسة لذراعي الاخطبوط بن غربية والرياحي وجاع عمالها وعائلاتهم فالمهم ان يزداد بن غربية ثراء وان يسيطر الرياحي على الشحن الجوي لنتساءل هل فعلا ان في نشيدنا الرسمي بيت يقول “لا عاش في تونس من خانها” ام ان بلادنا لا ينتعش فيها ويعيش و”يربي الريش” الا الخونة والفاسدون ومتى سيتحرك رئيس الجمهورية لفتح هذه الملفات ومتابعتها بصرامة لان الامر لا يتعلق ببغلة عثرت في العراق بل بشركة كبيرة تعرضت لمختلف الاخطار وكان يمكن ان تسقط احدى طائراتها بسبب الحمولة الزائدة. فماذا تنتظر يسيدي رئيس الجمهورية لفتح ملفات الحيتان الكبيرة التي اكلت من الشعل اللحم واذابت الشحم وامتصت العظم.