بين الملايين والفتات: تحليل رواتب مدربي الرابطة الأولى 2025/2026

الأندية الكبرى: رواتب ضخمة في الدوري التونسي

يتصدر النادي الإفريقي المشهد مع عودة المدرب المخضرم فوزي البنزرتي الذي ينال راتباً يناهز 125 ألف دينار تونسي شهرياً. يليه الترجي الرياضي مع مدربه الحالي ماهر الكنزاري الذي يقترب راتبه من 80 ألف دينار تونسي شهرياً.

هذه الأرقام تضع الأندية التونسية في مستوى غير مسبوق من حيث الاستثمار في الإطار الفني، وهو ما يعكس الطموحات القارية للعملاقين التاريخيين، الإفريقي والترجي.

الأندية المتوسطة والصغرى: أجور محدودة

في المقابل، نجد مدربين يتقاضون مبالغ متواضعة جداً مقارنةً بكبار الدوري، مثل محمد التلمساني مع مستقبل سليمان (~2000 دولار) وحكيم الزحافي مع اتحاد تطاوين (~900 يورو فقط). هذا التفاوت يعكس واقعاً اقتصادياً مختلفاً بين فرق العاصمة والجهات.

مدرب نجم المتلوي يتقاضى حوالي 6 آلاف دولار، في حين يحصل مدرب اتحاد بن قردان على قرابة 2400 دولار، أي أقل بعشر مرات من راتب فوزي البنزرتي في الإفريقي.

التأثير الاقتصادي والرياضي

هذا الفارق الكبير في الأجور يطرح إشكاليات متعددة:

• القدرة التنافسية: الأندية الكبرى تضمن استقراراً فنياً أكبر بفضل استقدام مدربين ذوي خبرة عالية.
• الضغط المالي: ميزانيات الفرق الصغيرة لا تسمح بمجاراة هذه الأرقام، ما يجعلها تعتمد على مدربين محليين بأجور منخفضة.
• العدالة الرياضية: التفاوت المالي ينعكس مباشرة على نتائج البطولات ويزيد من فجوة التنافس بين فرق العاصمة والجهات.

خلاصة: بين الطموح والواقعية

الرهان على مدربين كبار بأجور ضخمة مثل فوزي البنزرتي وماهر الكنزاري قد يكون مبرراً في سياق المنافسة الإفريقية، لكن في المقابل تعيش أندية الجهات وضعاً مالياً هشاً قد يهدد استقرارها. لذلك يبقى السؤال مطروحاً: هل يستطيع الدوري التونسي الاستمرار بهذا النسق دون إصلاحات مالية هيكلية؟