بعد 17 ديسمبر.. قيس سعيّد يغيّر قواعد اللعبة

قيس سعيّد يدعو إلى السرعة القصوى بعد التفويض الشعبي
قيس سعيّد
دعوته إلى المرور الفوري نحو “السرعة القصوى” في مختلف الملفات الوطنية، معتبرًا أن التفويض الشعبي الأخير يمثّل رسالة واضحة لفرض واقع جديد تُترجم فيه الشعارات إلى أفعال، وتُحسم فيه الخيارات بعيدًا عن التدرّج البطيء والحلول الجزئية.
دعوة رئاسية لتسريع الإصلاحات دون مراحل انتقالية
أكّد رئيس الجمهورية، خلال استقباله بقصر
قصر قرطاج
رئيسة الحكومة
سارة الزعفراني الزنزري،
أن المرحلة الحالية لم تعد تحتمل المعالجة القطاعية أو الحلول المجزأة، مشددًا على أن المطلوب هو تحرّك شامل وسريع في جميع المجالات.
واعتبر رئيس الدولة أن التفويض الشعبي الذي عبّر عنه التونسيون في السابع عشر من الشهر الجاري لا يُقرأ كحدث عابر، بل كرسالة سياسية واضحة مضمونها رفض التعطيل والالتفاف، والمطالبة بتحقيق نتائج ملموسة تستجيب لتطلعات الشغل والحرية والكرامة الوطنية.
«لا مجال لتخييب الآمال»: رسالة مباشرة إلى المسؤولين
وفق البلاغ الصادر عن رئاسة الجمهورية، شدّد قيس سعيّد على أن المسؤول الحقيقي هو من يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويتحرّر من الحسابات الضيقة، ويتحمّل كلفة القرار مهما كانت صعوبته.
وأوضح أن المرحلة القادمة لن تُقاس بعدد البيانات أو الخطابات، بل بمدى انعكاس القرارات على حياة المواطنين اليومية، معتبرًا أن أي تباطؤ سيُفهم كتنكّر مباشر لإرادة الشعب.
الوعي الشعبي كخط دفاع أول عن الدولة
ذكّر رئيس الجمهورية بأن الوعي الوطني العميق للشعب التونسي يشكّل السور المنيع أمام محاولات الالتفاف أو إعادة إنتاج الترتيبات القديمة، مؤكدًا أن المواطنين باتوا أكثر إدراكًا لحقيقة من راهنوا على الغموض أو الاتفاقات غير المعلنة.
لماذا يُعد هذا التصريح مهمًا الآن؟
- لأنه يأتي بعد تحرّك شعبي واسع يُقدَّم كتفويض مباشر للسلطة التنفيذية.
- لأنه يؤشر إلى نهاية منطق الإصلاح المتدرّج والانتقال إلى قرارات حاسمة.
- لأنه يضع الحكومة أمام اختبار زمني حاسم دون هوامش واسعة للمناورة.
سيناريوهات محتملة للمرحلة القادمة
- تسريع الإصلاحات الاقتصادية والمالية.
- إعادة هيكلة الإدارة ومحاسبة المسؤولين.
- تصاعد التوتر السياسي مع الأطراف الرافضة لمسار السرعة القصوى.
تحليل تونيميديا
ما وراء هذا الخطاب يتجاوز البلاغات الرسمية. رئيس الجمهورية يرفع سقف التوقعات ويضغط زمنيًا على حكومته قبل أي طرف آخر. عبارة “الجواب سيكون في الواقع” تحمل رسالة مزدوجة: تسريع الإنجاز، وقطع الطريق أمام التبرير.
في السياق التونسي، حيث بلغ الإرهاق الاجتماعي والاقتصادي مستويات غير مسبوقة، فإن تحويل التفويض الشعبي إلى نتائج ملموسة أصبح مسألة بقاء سياسي. الفشل في هذه المرحلة لن يُقرأ كتعثر تقني، بل كقطيعة مباشرة مع المزاج الشعبي.
مصادر ومراجع



