بعد ما ضيقت علينا جائحة كورونا و فرضت جدولها الزمني على سلوكنا و عمقت الازمة الاقتصادية التي يعاني منها أصلا المواطن التونسي، نجد الحكومة تعاضد كل ماهو “مكرون”، لتعقد اجتماعا مضيقا خصص للنظر في الإجراءات الاستثنائية لمساندة قطاع الإعلام ومرافقة المؤسسات الإعلامية في مجابهة تداعيات أزمة الكورونا. حيث تكفلت ب 50 بالمائة من تكلفة البث التلفزي و الإذاعي الخاص. و للتذكير القنوات الإعلامية الخاصة هي على ملك أباطرة المال و الأعمال منها “قناة التاسعة” لآل جنيح و “الحوار” لسامي الفهري و “نسمة” للقروي و “تونسنا” لعبد الحميد بن عبد الله و “الجنوبية” للعياشي العجرودي و غيرها.. مؤسسات إعلامية مطالبة بدفع آداءات غير مستخلصة لخزينة الدولة نجد الخزينة من مال دافعي الضرائب تدفع لها.
مؤسسات عملت خلال سنين على تخريب مسار الانتقال الديمقراطي، فكانت منابر لبث الفتنة و الفوضى، وصل بأحد المنابر الدعوة إلى قتل و سحل تونسيين من بني جلدتهم. قنوات مأجورة من طرف لوبيات فساد تطبق مصالح مستثمرين نجسين في مصائب التونسيين. بؤر إعلامية استوطنتها “السقاطة” من المتخرجين من معهد الصحافة يعاضدهم في المهمات القذرة “كرونيكرات النكبة”، ارتضوا بأن يكونوا عبيدا في سوق النخاسة مقابل ملاليم نجسة، لحساب أجندات داخلية و خارجية مشبوهة مهمتها وئد التجربة التونسية، برامجهم الثقافية في قطيعة مع هوية التونسيين، تعمل ليلا نهار على تدمير المجتمع و تغريبه.
منابر إعلامية أضرت بالشعب التونسي و شوهت كل جميل في هذا الوطن، يقوم صاحب اليد الطولى في المراسيم بخصّها بامتيازات لا نعلم نظير ماذا؟. هل وقع الفخفاخ تحت طائلة الابتزاز؟. أم هي رشوة لأوقات عصيبة قادمة بعد انقضاء غبار كورونا؟. أم أنه أراد اتقاء شرها؟. و إذا كانت الغاية اتقاء شرها، فهم سماسرة لا عهد لهم و لا ميثاق و صاحبهم من يدفع أكثر.
الغريب مراسيم تغدق المليارات من دم دافعي الضرائب إلى المافيات المتهربين من دفع الضرائب. و الأغرب و أن مصدري المراسيم، حكومة انبثقت عن صناديق اقتراع صدحت ذات خريف 2019 عن إرادة شعب قرر مقاومة الفساد.
في المدة الأخيرة سمعنا أصوات تدعو لثورة الجياع، و إن نجحت في مخططها، فالفضل يرجع للحكومة التي عوض العمل على الاستثمار في بدائل تنموية تستوعب من خلالها جحافل العاطلين التي ستخلفها معركة كورونا بعد ان تضع غبارها. نجدها تضع المليارات في إعلام يبث الفتنة و السموم و فتات للفئة المعدومة من الشعب التونسي.
المراسيم.. “الهبرة للمافيا و العظم للزوالي”