الكرة التونسية في خطر: صراع الجامعة و الوزارة يدفع الفيفا للدخول على الخط
الكرة التونسية في خطر: صراع الجامعة و الوزارة يدفع الفيفا للدخول على الخط
عديدة هي الوضعيات الصعبة والصراعات والخلافات التي عاشت على وقعها كرة القدم التونسية منذ سنوات إلا أن ما حدث خلال الموسم الحالي
لم يكن في الحسبان وتحديدا باتخاذ الجامعة التونسية قرارا يقضي بتجميد فريق هلال الشابة والذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الشارع الرياضي التونسي و أخرجت الجماهير و عددا من المسؤولين وصولا إلى السياسيين عن صمتهم معتبرين أن الجامعة و رئيسها وديع الجريء تجاوزا جميع الحدود.
ردود فعل قوية بلغت حد إعلان الإضراب العام في الشابة وزحف الجميع إلى الشوارع مع غلق الطرقات و إشعال العجلات وتنظيم هجرة غير شرعية إلى الأراضي الايطالية بتخصيص 14 قاربا إضافة إلى تحرك عدد كبير من الجماهير الرياضية لبقية الفرق على غرار أنصار النجم و الإفريقي و الترجي … و بعض نواب الشعب أبرزهم ياسين العياري الذي تحرك في جميع الاتجاهات و نبش في السجلات للكشف عن جملة من ملفات الفساد التي من شانها ان تضع حدا حسب قوله « لتغول رئيس الجامعة و تكسر القيود التي كبل بها الفرق التونسية لتكون غصبا تحت طوعه» .
دخول الوزارة على الخط
تحركات دفعت سلطة الإشراف الأولى على الرياضة في تونس للدخول على الخط لوضع حد لهذا النزيف و إنهاء الأزمة بين الجامعة التونسية و فريق هلال الشابة حيث صرح وزير الشباب و الرياضة خلال حضوره بمجلس النواب أن الوزارة دعت الجامعة التونسية لكرة القدم الى تطبيق مقتضيات الفصل 15 من نظامها الأساسي بما يسمح بتنظيم جلسة عامة للنظر في قرار تعليق نشاط هلال الشابة للموسم المقبل مضيفا ان الوزارة راسلت الجامعة وأعطتها مهلة بثلاثة أيام للإجابة عن طلبها, وأضاف الوزير في رده على تساؤلات النواب أنه في حال لم تستجب الجامعة للدعوة بعقد جلسة عامة للنظر في القرار فان الوزارة مستعدة لتطبيق القانون باعتبارها مؤتمنة على المرفق العام في القطاع الرياضي مبينا انه كما يمكن أن تفوض الوزارة المرفق العام للجامعة الرياضية يحق لها أيضا استرجاع ذلك المرفق حسب الآليات القانونية وفي حالات يحددها القانون مضيفا أن ذلك لا يعتبر من باب التدخل السياسي في عمل الجامعة.
تطورات خطيرة
ما حدث بين مسؤولي الهلال والجامعة و دخول عدد من الأطراف على الخط على غرار نائب الشعب ياسين العياري الذي أكدت الجامعة في بيان لها في بداية الأسبوع الحالي على اعتزامها مقاضاته ليرد بالمثل برفع قضية في الغرض ثم تهديد وزير الشباب و الرياضة باستعمال حقه الشرعي الذي ينص عليه القانون للتدخل و إنهاء الأزمة حتى ولو استوجب الأمر سحب الثقة من الجامعة نظرا لمخالفتها القانون و اتخاذ قرار تجميد فريق هلال الشابة دون الدعوة الى جلسة عامة للنظر في القرار حسب ما ينص عليه الفصل 15 و تناول الموضوع من قبل وسائل الاعلام التونسية و العربية و اخرى عالمية فتح الابواب امام تطورات خطيرة بعد دخول الهيكل الاول المشرف على اللعبة « فيفا» على الخط وفق رواية الجامعة.
لا للتداخل السياسي في الرياضي
احد ابرز و أهم شعارات الـ«فيفا» هو لا للتدخل السياسي في الرياضي والذي تكون فيه العقوبة قاسية و تحديدا تجميد أنشطة المنتخب و الأندية محليا و قاريا مع منع تعامل أي جامعة في العالم مع الجامعة المقصودة وهو آمر كان محل تحذير من قبل الـ«فيفا» للجامعة التونسية لكرة القدم في مراسلة تستفسر عما دار في مجلس النواب مؤخرا وتصريح وزير الشباب و الرياضة والإدماج المهني بحل المكتب الجامعي إذا استدعى الأمر وهل يوجد تدخل سياسي في شؤون المكتب الجامعي, كما طلبت تحرير رد حول الموضوع وكل ما جد, مع التنبيه للعواقب التي قد تنجر عن هذا التدخل.
في انتظار رد الجامعة
مراسلة عملت العديد من الاطراف على تاكيد عدم وجودها وقالت ان كل ما في الامر محاولة يائسة من الجامعة لتخفيف الضغوط في وقت صرح فيه مسؤول من الجامعة وجودها على طاولة الجريء و خاصة خطورتها نظرا للعواقب الوخيمة التي قد تنجر عن تدخل سلطة الإشراف في قرارات الجامعة التي ستكون مطالبة بالرد في وقت يجب أن تسير فيه الأمور إلى التهدئة والجلوس إلى طاولة الحوار لتفادي ضربة موجعة لكرة القدم التونسية وخاصة إلى الفرق.