الغيرة القاتلة: كيف خططت زوجة الأب الثانية لتصفية أسرة كاملة عبر دسّ السم في الطعام؟

«الداخلية المصرية» تكشف لغز مقتل أب و6 أطفال في دلجا: السمّ في الخبز والمتهمة زوجة الأب الثانية

خلاصة رسمية سريعة
• طريقة التنفيذ: دسّ مادة سامة داخل الخبز المُقدَّم للأطفال.
• عدد الضحايا: 6 أطفال ووالدهم، توفّوا تباعًا بعد نقلهم للمستشفى.
• الدافع: الغيرة والخشية من الانفصال بعد رجوع الزوج لطليقته الأولى.
• التوجيه القانوني: اتخاذ الإجراءات القانونية وإخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
• تاريخ الواقعة: 11 جويلية 2025، والإعلان عن ملابساتها رسميًا يوم 24 أوت 2025.
مسار التحقيق: من «المرض الغامض» إلى جريمة مُحكمة
في الأيام الأولى، ترددت فرضيات عدة حول سبب الوفاة مع تشابه الأعراض لدى الضحايا (قيء حاد، اضطراب في الوعي، تقلص حدقة العين). لاحقًا، قادت أدلة الطب الشرعي والفحوص المركزية إلى وجود أثر مبيد/مادة سامة في العينات، في موازاة استكمال التحريات وجمع الإفادات داخل دائرة محيط الأسرة والجيران. وقد ساعدت المضاهاة المعملية والاختبارات السمية على تضييق دائرة الاشتباه، قبل أن تُسفر جهود قطاع الأمن العام عن الاشتباه المباشر في زوجة الأب الثانية باعتبارها الشخص القادر على إعداد الطعام وإخفاء المادة القاتلة داخله، وهو ما انتهى إلى ضبطها والتحفظ عليها لاستجوابها بمعرفة النيابة.
وأكّدت مصادر رسمية أنّ بيانات وزارة الصحة في تموز/يوليو نفت أي صلة لأمراض وبائية أو معدية بالوفيات، مؤكدةً مسار الفحوص السمية والتشريحية. كما أوضحت تقارير صحفية أنّ تحليل العينات تم عبر معامل مركزية مجهّزة لاكتشاف مُركّبات معيّنة لا تظهر بسهولة في اختبارات الطوارئ الأولية.
الدافع والملابسات الأسرية
ترجّح التحريات أنّ غيرة زوجة الأب ومخاوفها من انفصال زوجها عنها بعد عودة زوجته الأولى إلى عصمته، شكّلت الدافع الرئيسي للجريمة. وبحسب الرواية الأمنية، فإن المتهمة تعمّدت استهداف أبناء الزوج عبر الطعام بغرض التخلص منهم ووالدتهم، غير أنّ الأب نفسه توفي لاحقًا متأثرًا بالأعراض بعد نقله للمستشفى. وتُعد هذه التفاصيل محورًا أساسيًا في ملف الاتهام، الذي تتولّى النيابة العامة استكماله عبر سماع الشهود، ومطابقة أقوال المتهمة مع التقارير الفنية، وإعادة تمثيل الجريمة إن لزم الأمر.
الزاوية القانونية: ما التكييف المتوقع؟
وفق القواعد العامة في قانون العقوبات المصري، فإن القتل العمد مع سبق الإصرار باستخدام مادة سامة يدخل ضمن الجرائم المشددة، وقد يقترن بظروف مشددة إضافية إذا ثبت تعدد المجني عليهم واستهداف القتل على نحو مُحكم. كما قد تُنسب إلى المتهمة جرائم مرتبطة مثل حيازة مواد سامة واستخدامها بقصد الاعتداء على النفس، إلى جانب جرائم الشروع في القتل إن ثبت أن الجريمة استهدفت آخرين لم يمتد إليهم الأذى القاتل.
دروس مجتمعية وأبعاد وقائية
تكشف هذه الحادثة قسوة العنف الأسري حين يمتزج بصراعات زوجية حادة وغير مُدارة نفسيًا وقانونيًا. وتُبرز الحاجة إلى:
- آليات إنذار مبكر داخل الأسرة والمجتمع عند تصاعد التهديدات أو السلوكيات الخطرة.
- خدمات دعم نفسي للأسر المعاد تكوينها (وجود زوجة أولى وثانية وأطفال)، بما يقلّل احتمالات تحول الغيرة إلى نزعات مؤذية.
- تيسير البلاغات لدى وحدات حماية الأسرة والطفل، مع سرية وفاعلية في المتابعة.
- توعية صحية حول خطورة تداول مبيدات أو موادٍ سامة داخل البيوت، ورفع كفاءة دوائر السموم بالمستشفيات الطرفية.
روابط ومراجع موثوقة



