العلامة محمد لخضر حسين الاب الروحي للفكر الاسلامي المستنيرفي 100 سنة الاخيرة ..بقلم المدون محمد الهمامي
علامات مضيئة من ارشيف المكتبة الوطنية
======================================================================================================
بقلم المدون محمد الهمامي
//////////////////////////////////
اجزم ان 99 بالمائة من التونسيين و الاخوة العرب يجهلون ان اول مجلة إسلامية جامعة و شاملة في العالم العربي صدرت في تونس بقيادة الشيح محمد الخضر حسين الذي قال فيه العلامة الطاهر بن عاشور لم اخرج من هاته الدنيا إلا بصديق و خليل مثل الشيخ محمد الخضر حسين
و تعتبر مجلة السعادة العظمى النواة الاولى قبل صحف و مجلات مصر و لبنان في الاعتناء بالثقافة الاسلامية و إعتبارها رافد اساسي للفكر المستنير الوسطي و يفاد ايضا ان بدايات المطالعة الاولى للشيخ راشد الغنوشي في الستينات كانت مع هاته المجلة القيمة التي إختزلت الفكر الزيتوني المعتدل و السابق لعصره في تلك الظرفية التاريخية السائدة التي عرفت بالظلامية و الطرق الصوفية المتبلدة
ما دعاني للتذكير بالشيخ محمد الخضر حسين الذي فضل الهجرة من تونس لسوريا ثم لمصر لنشر الدعوة هو دور الثقافة الاسلامية في إستنفار وعي الشعوب و خاصة الشعب التونسي الذي وقع حبيس ثقافة كونية مسيحية اجبرت غالبية الشباب على الانسلاخ من الدين الاسلامي
و لا يجب ان ننسى دور الجيل الثاني في السبعينات و الثمانينات من المجلات الاسلامية الجامعة كالوعي الاسلامي و مجلة الامة و الهداية التي انتجت و افرزت نخبة الكوادر التونسية الحالية التي تنشط في الحقل السياسي و الجمعياتي
لكن للاسف تصادم الثقافات جعل من تونس تونسان فهناك من تاثر بالفرنكفونية و هناك من تاثر بالثقافة الاسلامية و طورها و انصهر في التاملات في الدين و السياسة كبداية للولوج في المنظومة الديموقراطية التي طالت بلادنا بعد الثورة المباركة
و اللبيب من يقتبس من تاريخ تونس ليواصل المسيرة زمن العولمة و تقاطع المصالح الدولية
بإمكان الجميع ان يتعايش في تونس الخضراء شرط تحكيم صوت الحكمة و التفكير في الاجيال القادمة التي تعتبر امانة في اعناقنا فالتاريخ لا يرحم