العاملات المنزليات الإفريقيات القادمات من جنوب الصحراء بصفاقس :عبيد في زمن الحرية
تعد تونس من بين أكثر البلدان وجهة للمهاجرين وخاصة منهم القادمين من افريقيا جنوب الصحراء ويعود ذلك إلى عدة أسباب لعل من أهمها السعي إلى إيجاد فرص عمل جيدة أو العبور إلى أوروبا ولكن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين يشتغلون في تونس في مجالات عدة ومنها العمل بالمنازل
غير أن عدم وجود قوانين منظمة لليد العاملة الإفريقية القادمة من جنوب الصحراء جعلت الكثير من النساء الإفريقيات وخاصة اللواتي يشتغلن في المنازل عرضة للاستغلال وللمعاملة المهينة من قبل مشغليهن وتتركز نسبة كبيرة منهن بولاية صفاقس إلى جانب تونس العاصمة.كانت هذه احدى الشهادات الصادمة لعاملة منزلية إفريقية قادمة من جنوب الصحراء عملت لمدة 6 أشهر بأحد المنازل بولاية صفاقس التقيناها.. رفقة اثنتين أخريين قادمتين من الكوديفوار من أجل العمل في صفاقس… يمارسن اعمالهن دون سند قانوني ويواجهن مشكلات متعددة في مقدمتها سوء المعاملة دون مراعاة حقوقهن بالإضافة الى عدم دفع الرواتب أو التأخر في دفعها …يتم خداعهن من طرف الوسطاء بالحصول على وظائف توفر لهن مستوى معيشي جيد، لكن ما أن يصلن إلى المنازل بصفاقس تتم معاملتهن مثل العبيد ولا رقابة تتابع وتحاسب مشغليهن إلى جانب تكليفهن ببعض الأعمال التي تفوق طاقاتهن وعدم إعطائهن وقتا كافيا للراحة وأمام هذا الواقع الصعب الذي تواجهه كثير من المعينات الإفريقيات القادمات من جنوب الصحراء لا يبقى لهن خيار سوى الصبر على ظروفهن أو الرحيل إلى منزل آخر…هكذا حدثثنا عن تجاربهن بتنهيدة موجعة ونبرة حزينة وفي وجوههن نظرة منكسرة تخفي ورائها رحلة الهروب من الوضع في بلدانهن ..هروب من الفقر والحرب إلى معاملة لا تحترم في جوهرها حقوق الإنسان من قبيل الحق في التمتّع بمستوى مَعيشي جيد قادر على تَلبية احتياجاتهن وتأمين المأكل والمَسكن والمَلبس والرعاية الصحية خاصة وأن من أهم أسباب هجرتهن إلى تونس هو البحث عن عمل يوفر لهن دخلا محترما لتحسين وضعهن الاجتماعي .
عاملتان منزليتان قادمتان من إفريقيا جنوب الصحراء
3 ضحايا هن صوت لأكثر من 300 عاملة منزلية افريقية قادمة من جنوب الصحراء تشتغل بصفاقس في ظروف مهينة وسيئة وهي إحصائية تم تحديدها من قبل جمعية تونس أرض اللجوء من سنة 2016 إلى حدود سنة 2019 …وتأتي الأغلبية من العاملات المنزليات من الكوديفوار بنسبة 80 بالمائة والباقيات من السينغال والكاميرون ومالي وغيرها من دول افريقيا جنوب الصحراء وفق احصائيات أعلنت عنها مديرة جمعية تونس أرض اللجوء شريفة الرياحي للديوان أف أم مبينة أن هؤلاء العاملات يمثلن نسبة 90 بالمائة من اليد العاملة الإفريقية القادمة من جنوب الصحراء بصفاقس…