قال ممثلو إدعاء فرنسيون، اليوم الثلاثاء، إن الحريق الذي استعر في كاتدرائية نوتردام ربما نجم عن حادث، وذلك بعدما أخمد رجال الإطفاء النيران المشتعلة خلال الليل في حين خيم الحزن على فرنسا بسبب الأضرار التي لحقت بأحد رموزها.
واحتاج الأمر لأكثر من 400 رجل إطفاء لإخماد النيران التي أتت على سقف الكاتدرائية التي يعود تاريخ بنائها لأكثر من ثمانية قرون وتسبب في انهيار برجها المدبب. وعملوا طوال الليل لإطفاء الحريق بعد نحو 14 ساعة من اندلاعه؛ وفقا لـ «رويترز».
وقال المدعي العام في باريس ريمي إيتس إنه ليس هناك ما يشير بشكل واضح إلى أن الحريق متعمد. وأضاف أن 50 شخصا يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلا ومعقدا.
وأصيب رجل إطفاء ولم ترد أنباء عن أية إصابات أخرى في الحريق الذي نشب بعد موعد إغلاق المبنى أمام الجمهور في المساء.
ومن الخارج بدا برجا الأجراس والجدران الخارجية صامدة. لكن النيران أتت على أروقة الكاتدرائية والهيكل العلوي.
ولن يتسنى للمحققين دخول الكاتدرائية المحترقة حتى يتأكد الخبراء من أن جدرانها الحجرية تحملت حرارة الحريق وأن هيكل البناء متماسك. وعرض التلفزيون لقطات لرجال الإطفاء أعلى البرجين.
وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا بشأن «الدمار غير المتعمد نتيجة الحريق».
وقال مكتب المدعي العام إن الشرطة بدأت تستجوب العمال المشاركين في أعمال الترميم.
وتجمع المئات على ضفتي نهر السين ليشاهدوا الحريق المستعر وسيطرت عليهم حالة من الذهول، وتلا البعض صلوات وأنشد آخرون أناشيد دينية على نحو متناغم في وقت متأخر من مساء أمس.
وقالت الراهبة ماري امي التي هرعت لكنيسة مجاورة للصلاة وقت الحريق «بالأمس تصورنا أن الكاتدرائية بكاملها ستنهار. لكن رأينا هذا الصباح أنها لا تزال صامدة في مكانها بجسارة رغم كل شيء. هذه إشارة أمل».
وشهدت كاتدرائية نوتردام تنصيب نابوليون إمبراطورا في عام 1804 وتطويب البابا بيوس العاشر لجان دارك في عام 1909 وتأبين الرئيسين الراحلين شارل ديغول وفرنسوا ميتران.