نصرالدين السويلمي
استغرب منشط برنامج ميدي شو على موزاييك اف ام بوبكر من عكاشة، من تصدر قيس سعيد للاستطلاع الأخير الذي أعدته سيغما لصاحبها حسن الزرقوني، وتساءل بوبكر كيف يحتل قيس المرتبة الأولى وهو يجلس مع ماهر زيد و”ناس اخرين”، فيما أصر الزرقوني على صحة استطلاعه، وعلل ذلك بأن قيس لا ينتمي الى المنظومة، سوى التي تحكم والاخرى التي في المعارضة، لذلك تصدر عملية سبر الآراء، وأصر صاحب نسمة على موقفه، بالقول نعم احتل قيس سعيد المرتبة الاولى رغم انه يجلس مع رضا بلحاج في المقهى، يقصد زعيم حزب التحرير.
تحول بوبكر بن عكاشة من إعلامي استئصالي الى اعلامي بوليسي، ونسج على منواله الزرقوني الذي تحول بدوره من خبير تحت الطلب الى بوليس تحت الطلب، لم يتحولا الى بوليس اليوم، بل بوليس الأمس، بوليس بن علي وسنوات الجمر والاجرام ، سنوات كان الشعب التونسي بأسره يخضع الى المراقبة، من طرف جيوش من
القوادة، مازالت الى يوم الناس هذا تمارس مهامها القذرة وتحارب من اجل العودة الى مستنقع الذل.. كشف بوبكر عكاشة للشعب التونسي عن السر الخطير، حين اكد لهم ان قيس سعيد يجلس مع ماهر زيد، المضحك المبكي في آن واحد، ليست عملية الكشف، تلك مهنة عتيقة بالنسبة للمذيع، بل في تلك النبرة التهكمية التي تكلم بها بوبكر،
والتي تكشف عن كارثة، واي كارثة اكبر من اعتقاد هذا الصحفجي، انه افضل من المناضل الشجاع والغير مرتزق والذي لا يعمل بعقود مخزية مع رجال مال وإعلام بن علي، المضحك والمبكي ايضا ان حسن الزرقوني ومن هو!!! يعتقد ان الجلوس الى قامة فكرية مثل الأستاذ رضا بلحاج مثلبة “رغم انو قيس سعيد يقعد مع رضا بلحاج في المقهى إلا انو احتل المقدمة”!!!!!!! بقية باقية من رواسب محاكم التفتيش، هبت عليها نسائم الحرية، فانتعشت وخرجت لتلعن الحرية.
اقسى ما في هذه الحياة، ان يرتقي غلمان منظومات الاجرام الى مستوى الاستهزاء من الاحرار الذين قاوموا منظومات الاجرام.. هانت لو كان من استهزأ بالأحرار هو الإجرام نفسه، لكن ان يستهزئ بهم غلمانه فذاك من وهن الزمن وهوانه.