علق الاعلامي سمير الوافي عن اجتماع الرئيس بعدد من القيادات العسكرية و الامنية لمناقشة تطورات الوضع بخصوص جائحة كورونا.
وكتب الوافي تدوينة قوية جاء فيها:
عندما أعلنت الرئاسة عن إجتماع الرئيس بالقيادات الأمنية والعسكرية العليا…لمناقشة الوضع الصحي الخطير…إكتفيت بالانتظار وعدم التعليق قبل المتابعة 🤐
رغم إستغرابي من تغييب وزير الصحة وقياداته الذين في صدارة الحرب والمواجهة…لكنني تفهمت شغف الرئيس بالداخلية والأمن والجيش والرتب اللامعة…وغرامه بالخطابة أمام الجنرالات والقيادات والرتب العليا…حيث يشعر بالسلطة والأبهة والنفوذ والجبروت دون ممارسة ذلك فعليا…حيث تحرمه صلاحياته من طموحاته التسلطية ومن الأمر والنهي…فيعوض ذلك بالخطب الهادرة أمام أعلى الرتب…!!!
وفعلا لم يخيب الرئيس ظني…فقد كان إجتماعا خطابيا مستهلكا هادرا وإستعراضيا…بلا مضمون ولا قرارات ولا جديد…بل إعلان فشل وتهديد للأشباح وضيق صدر بنقد الإعلام…والأهم إستعراض قوة وهمية وسلطة نظرية أمام قيادات أمنية وعسكرية…وهي الغاية من الإجتماع…فنحن أمام رئيس مغرم بوزارة الداخلية التي زارها أكثر من اللازم…كما زار مناطق ومراكز أمن وثكنات عشرات المرات…إلى جانب إجتماعاته الأمنية والعسكرية في القصر…وترديد عبارة ” أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية و الأمنية “…جملته المفضلة التي يقولها بصوت منتشي بالسلطة…!!!
وكل ذلك للإيهام بالقوة…ورغبة دفينة في التسلط…وعطش للنفوذ والأمر والنهي…فوزارة الداخلية هي رمز الحكم والقوة والسلطة والتسلط…والرئيس يشعر بنقص كبير في مجال تحكمه لأنها خارج صلاحياته…فيزورها ويكرر زياراته ” الغرامية ” لها ليخطب ويهدد ويتوهم ويوهم…وهذا يكشف عن نزعة تسلطية في شخصية رئيسنا…الذي يريد نظاما رئاسيا وينازع غيره حتى في صلاحية الأمر بحظر التجول…!!!
أما الوضع الصحي الكارثي وموت مائة تونسي يوميا وإنهيار المنظومة الصحية وضعف نسق التلقيح…فهذا مجرد سطر في الخطاب…نصفه إعلان فشل…والمفروض أن ينشط الرئيس كل ديبلوماسيته في العالم…للمساعدة في تسريع التلاقيح وإنقاذ الوضع وتحشيد الأصدقاء والأشقاء…أو ما بقي منهم…لكنه يريد مقاومة الوباء والفقر والافلاس…بالخطب الهادرة أمام الجنرالات…!!!