الاساطير المؤسسة لظاهرة قيس سعيد … اللطخة الاولى : لماذا فايسبوك؟ .. بقلم رافع الطبيب ..
الاساطير المؤسسة لظاهرة قيس سعيد …
اللطخة الاولى : لماذا فايسبوك؟
ننطلق على بركة الله الليلة وعلى مدى عشرة ليالي، في تفكيك الظاهرة وفتح الصندوق الأسود للحملة الانتخابية التي استغل مهندسوها جهلنا لادوات الفعل الجديدة. وكل حلقة ستكون “لطخة”…أي اسقاط جزء من الأسطورة…
يبني انصار السيد قيس سعيد سردية “نجاحهم” على التعفف والابتعاد عن مسالك اعلام “العار” والتمويل الفاسد…جميل…ولكن السؤال الذي يطرح، لماذا الاعتكاف داخل الفضاء الأزرق والعمل ضمنه وبادواته؟ وهل اسس مارك زوكربارغ هذا الفضاء ليمنحنا مساحات المقاومة الوطنية وهو الذي يفسخ حاءطا لمجرد تدوينة أو صورة قد “تخدش” مشاعر عتاة الصهاينة أو قادة الشركات المؤثرة؟ …
والجواب….
اعتمد المهندسون الحقيقيون (والذين لا يعرف احد من هم الى تاريخ كتابة هذه التدوينة) لحملة السيد قيس سعيد على ادوات لا تملكها ألا شركات ضخمة تشتغل على فايسبوك ومن ابرزها :
Cambridge Analytica
هذه المؤسسة الخاصة المرتبطة بعديد الاوساط الاستخباراتية وخاصة بتيارات اليمين القصووي…
L’ultra droite…
وقد اسهمت هذه المؤسسة في حملة دونالد ترامب وحملة الخروج من الاتحاد الاوروبي “بريكسيت” وذلك لاستعمال تقنيات معقدة تسمى التهديف الفردي السياسي…
Le micro ciblage politique…
والذي يعتمد على تطبيقات خوارزمية لا ترقى إليها مجموعات الفايسبوك وهي من مجال الميتا-معطيات.
وقد تمكنت هذه التطبيقات من التلاعب بالمجموعات المغلقة التي اسست على مبدا التهديف عبر استغلال المعطيات الجغرافية والديموغرافية والسلوكية والنفسية وهو ما ادى الى خلق علاقات زبونية رقمية تقدم الأجوبة دون المرور عبر النقاش واعتماد التطعيم المجهول المصدر للافكار.
والسؤال الذي يطرح هنا…لمصلحة من كل هذا العمل؟
والجواب المتاح هو الاتي :
الفضاء السيبارني يعتبر اليوم في العالم “مجالا سياديا” في نفس مرتبة التراب الوطني…ألا في البلدان المنتهكة كتونس. اي ان أسطورة الشباب الملتزم والمتطوع في حملة السيد قيس سعيد قد تكون مجرد غطاء لعملية اختراق لسيادة البلاد من طرف قوى لها تخطيط استراتيجي في تونس وتراهن على قيادة تفرض واقعا جيوسياسيا في تونس والمنطقة خاصة وان بلادنا مثلت أفضل مختبر غداة اندلاع “الربيع العربي” واسهمت، بفضل انتخابات 2011، وما صاحبها من وصول الترويكا في تجنيد الالاف من الإرهابيين في سوريا، تاج المشروع التفتيتي الغربي في” الشرق الاوسط الكبير”.
وهذا ما يقودني الى التساؤل : لماذا راهنت هذه القوى (والتي سنحاول معرفتها في لاحق التحاليل) على هذا الخط؟ وما هو المنتظر منه اقليميا؟ وما علاقته بالجوار المتحرك والمشتعل؟
أن رفض السيد قيس سعيد الظهور في الميديا ليس تعففا أو تعاليا عنها…بل هو في صميم مشروع مهندسي حملته…أي الابتعاد عن أي مواجهة أو مصارحة أو كشف لحقيقة هلامية مواقفه…وبقاء منافسه السيد نبيل القروي مسجونا، انما يسهل عليه المسالة.
لذلك، لنكن صريحين ونبقى في مستوى من التنسيب بانتظار ان يقوم صحافيونا الاعزاء والاذكياء بمزيد التحري والاستقصاء (ولدينا المعطيات الدقيقة لاسنادهم)، نحن امام مرشحين اثنين، الأول متهم باستغلال نفوذ اعلامي داخلي وخارجي والثاني قد يكون منخرطا في عملية اختراق للسيادة تحت يافطة التعفف والاكتفاء بالفضاء السيبرناءي … اي فضاء الملاءكة الشريفة!!!
غدا، سنكون مع اللطخة الثانية : الكارثة الاقتصادية والمالية القادمة أو وعد الاخشيدي للمتنبي…
… بانتظار تفاعلاتكم أيها الاحبة.
بقلم رافع الطبيب