free page hit counter

اخبار محلية

إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ ميناء حلق الوادي.. التفاصيل صادمة!






إحباط عملية تهريب دولية ضخمة للمخدرات عبر ميناء حلق الوادي




إحباط عملية تهريب دولية ضخمة للمخدرات عبر ميناء حلق الوادي

تونس – الأحد 31 أوت 2025

شهدت تونس واحدة من أهم العمليات الأمنية والديوانية في السنوات الأخيرة، حيث تمكنت
الفرقة المركزيّة لمكافحة المخدّرات التابعة للحرس الوطني ببن عروس،
بالتنسيق مع الإدارة العامة للديوانة، من إحباط
عملية تهريب دولية لكمية هائلة من المخدرات عبر
ميناء حلق الوادي، وهو المنفذ البحري الرئيسي الرابط بين تونس وعدة عواصم أوروبية.

العملية جرت تحت إشراف النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1، وأسفرت عن حجز
أرقام صادمة تعكس حجم المخاطر التي تهدد البلاد. هذه العملية لم تكن مجرد تدخل عادي،
بل ضربة قوية لشبكات تهريب عابرة للحدود تعتمد على أساليب متطورة في الإخفاء
والتمويه، وتستغل مسالك السفر البحري لنقل المخدرات نحو الداخل التونسي
ومنه إلى بلدان أخرى.


تفاصيل حجز المخدرات

وفق بلاغ وزارة الداخلية، تم حجز 370 ألف قرص من مادة الإكستازي
و12 كيلوغراما من الكوكايين داخل سيارة قادمة من إحدى الدول الأوروبية،
كانت على متن إحدى رحلات الشركة التونسية للملاحة. السيارة تم ضبطها في
مدينة المهدية بعد متابعة دقيقة وتحريات استخباراتية متقدمة.

لم تتوقف الحصيلة عند هذا الحد، إذ تم العثور أيضا على مبلغ مالي ضخم يقارب
550 ألف دينار، إضافة إلى 13 سيارة ودراجة نارية
يرجح أنها كانت تستعمل لتسهيل عمليات النقل والتوزيع. كما تم إيقاف
14 شخصا يشتبه في تورطهم المباشر في العملية،
في حين تم إدراج 15 شخصا آخر في التفتيش.

الأبعاد الأمنية والاجتماعية

تعكس هذه العملية حجم التحديات التي تواجهها تونس في مجال مكافحة
الجريمة المنظمة العابرة للحدود. فالمخدرات لم تعد
مجرد مواد تستهلك محليا، بل هي جزء من شبكة متكاملة تستغل شباب
المنطقة كحلقة توزيع، مستهدفة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

إن ضبط هذه الكميات المهولة يمثل في حد ذاته إنجازا أمنيا كبيرا، لكنه
يفتح أيضا النقاش حول حجم الطلب في السوق السوداء، وحول الأطراف
الإقليمية والدولية التي تقف وراء هذه الشبكات. فتونس، بموقعها
الاستراتيجي على المتوسط، تجد نفسها في قلب طرق التهريب بين
أوروبا وإفريقيا، مما يجعلها هدفا دائما لعصابات المخدرات.

إجراءات قضائية صارمة

النيابة العمومية، وبعد مراجعتها تفاصيل القضية، أذنت بفتح بحث تحقيقي
تعهد به قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 1. وبناء على
المعطيات المتوفرة، أصدر القاضي بطاقات إيداع بالسجن ضد جميع
الموقوفين، في انتظار استكمال التحقيقات مع بقية المشتبه بهم الفارين.

مثل هذه القرارات تعكس جدية الدولة في مواجهة الظاهرة، وتؤكد أن
التعامل مع جرائم المخدرات أصبح أولوية قصوى. فالمسألة لم تعد مجرد
تهديد صحي، بل هي تهديد مباشر للأمن القومي، وللاستقرار الاقتصادي
والاجتماعي لتونس.

خلفية عن تهريب المخدرات عبر الموانئ

موانئ البحر المتوسط لطالما كانت مسرحا رئيسيا لعمليات التهريب،
نظرا لصعوبة المراقبة الشاملة لكل الحاويات والسيارات القادمة يوميا.
وتستعمل العصابات طرقا مبتكرة للإخفاء، مثل إخفاء المواد الممنوعة
داخل هياكل السيارات أو في شحنات مواد غذائية.

ميناء حلق الوادي تحديدا يعتبر بوابة أساسية بين تونس وأوروبا، وهو ما
يجعله على رأس قائمة المراقبة الأمنية والديوانية. العمليات السابقة
أثبتت أن هذه النقطة البحرية تمثل تحديا دائما، وأن نجاح هذه العملية
الأخيرة يعكس تطورا في أساليب الرصد والتتبع الأمني.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

من الناحية الاقتصادية، تقدر قيمة هذه الكميات المحجوزة بملايين
الدنانير في السوق السوداء. هذا يعني أن الشبكات الإجرامية كانت ستجني
أرباحا طائلة، وأن الأموال المغسولة الناتجة عن هذه العمليات كانت
ستتغلغل في الدورة الاقتصادية، مما يهدد الشفافية ويزيد من مخاطر
غسيل الأموال.

أما اجتماعيا، فإن وصول هذه الكميات إلى الأسواق المحلية كان سيؤدي
إلى انتشار الإدمان بشكل أوسع، مع ما يترتب عن ذلك من ارتفاع نسب
الجريمة، انهيار بعض الأسر، وتهديد مباشر لفئة الشباب. وهو ما يفسر
لماذا تولي الدولة، بمختلف أجهزتها، أولوية قصوى لمكافحة هذا الخطر.


المصدر: وزارة الداخلية التونسية

لمتابعة المزيد من الأخبار والتقارير، زوروا موقعنا:
Tunimedia.tn/ar


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً