أعراض «كورونا» تظهر بعد 14 يوما
صدرت يوم الثلاثاء دراسة أظهرت أن فترة حضانة فيروس كورونا الجديد «كوفيد-19» قد تكون أكثر من 14 يوما، في نتيجة قد يراها البعض مقلقة وتشير إلى أن فترة الحجر الصحي لأسبوعين قد لا تكفي للتأكد من الإصابات.
ومع ذلك طمأن خبير إلى أنه لا يوجد أي دليل على أن الناس يمكن أن ينقلوا الفيروس بشكل روتيني خلال فترة الحضانة، وأن فترة الحجر الصحي الحالية مناسبة.
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية، قالت الكاتبة كاشميرا غاندر إن الباحثين في كلية «جونز هوبكنز بلومبرغ» للصحة العامة وجدوا أن متوسط فترة حضانة الفيروس تصل إلى 5 أيام حتى تظهر على الشخص أعراض مثل السعال الجاف والحمى بعد إصابته بالفيروس، موضحين أن من بين المشاركين من تظهر عليهم الأعراض خلال 12 يوما من الإصابة.
وحسب موقع اعلامي، لإجراء دراستهم التي نشرت في مجلة «حوليات الطب الباطني»، جمع المؤلفون مقالات إخبارية وتقارير عن الصحة العامة لحالات الإصابة بفيروس كورونا من 4 جانفي إلى 24 فيفري الماضيين.
وشملت التقارير 24 دولة ومنطقة خارج البر الرئيسي للصين، و25 مقاطعة داخله ولكن خارج إقليم هوبي، حيث بدأ تفشي المرض في عاصمته ووهان في ديسمبر الماضي.
وذكرت الكاتبة أن الفريق نظر في الحالات التي شملت سفر الأشخاص المصابين إلى ووهان أثناء تفشي الفيروس، أو كانوا على اتصال وثيق مع شخص مصاب.
ومن المجموع الكلي، سافر 161 فردا إلى ووهان أو عاشوا فيها. وسجل مؤلفو الدراسة متى تعرض المريض للعدوى، ومتى ظهرت عليه الأعراض، ومتى أصيب بالحمى، وهل نُقل إلى المستشفى.
وفقا لتقديرات الفريق، تظهر الأعراض على 101 حالة من بين كل 10 آلاف حالة بعد 14 يوما من المراقبة النشطة، عندما يقوم الأشخاص الذين يُعتقد أنهم أصيبوا بالفيروس بالإبلاغ عن وضعهم الصحي إلى السلطات يوميا.
وكتب الباحثون أن نتائجهم تدعم الحقائق المتعلقة بفترة الحجر الصحي الحالية التي تعتمدها الدول في الوقت الراهن، «رغم أن قضاء فترات المراقبة الأطول يُحتمل أن يكون مبررا في الحالات القصوى».
وأشارت الكاتبة إلى أن دراستهم تعد محدودة، إذ يُحتمل أن تكون فترة حضانة الحالات الشديدة الخطورة مختلفة مقارنة بالحالات الخفيفة. ويقدّر البحث الذي أجري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أن فترة حضانة الفيروس تتراوح بين يوم واحد وأسبوعين، والأكثر شيوعا خمسة أيام. وتوصلت دراسات سابقة -ومنها دراسة منشورة في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية أواخر يناير/كانون الثاني الماضي- إلى استنتاجات مماثلة بشأن فترة الحضانة.
في هذا السياق وفي بيان له، قال أستاذ علم الفيروسات الجزيئي في جامعة نوتنغهام جوناثان بول الذي لم يشارك بالورقة البحثية، «بينما تشير الدراسة إلى أن فترة الحضانة يمكن أن تكون أطول عند بعض الناس، علينا أن نعترف بأن النماذج التي يستخدمونها لتقدير هذه الفترة تضع افتراضات رئيسية، وربما يكون الافتراض الأكثر احتمالا للتأثير على بياناتهم هو أن الشخص يصبح مصابا للفيروس بمجرد حدوث اتصال معه».
وأضاف بول «يُحتمل ألا يكون هذا صحيحا، فقد تكون النقطة الزمنية الحقيقية للإصابة بالعدوى بعد وقت مطول، غير أن افتراض حدوث العدوى في تاريخ سابق يفرض جعل فترة الحضانة أطول.. أعتقد أنه من المهم حقا عند التعامل مع هذا المرض أن نفهم تماما حدود الدراسات ونتائجها، وأن نبني أي تدخل أو سياسة على معايير واضحة».
وأردف «توجد أدلة قليلة تشير إلى أن فترة الحجر الصحي أو العزلة الذاتية لمدة 14 يوما ليست مناسبة. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد أي دليل على أن الناس يمكن أن ينقلوا الفيروس بشكل روتيني خلال الفترة الخالية من الأعراض».
الحجر الصحي
والحجر الصحي إجراء يخضع له الأشخاص الذين تعرضوا لمرض معدٍ، سواء أصيبوا به أم لا. وفيه يُطلب من الأشخاص المعنيين البقاء في المنزل أو أي مكان آخر (المستشفى أو فندق مخصص) لمنع المزيد من انتشار المرض للآخرين، ولرصد آثار المرض عليهم وعلى صحتهم بعناية.
وخلال الحجر الصحي يمكن للشخص القيام بمعظم الأشياء التي يمكنه القيام بها في منزله ضمن قيود الموقع الذي يتواجد فيه. وفي العادة، يطلب منه أخذ درجة الحرارة وتقديم تقرير يومي إلى السلطات الصحية حول ما يشعر به. كما يتم إعطاء تعليمات للشخص حول ما يمكن أن يفعله أو لا يفعله مع أفراد الأسرة.
أكثر من 110 آلاف
وحتى الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش من يوم الثلاثاء، بلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا الجديد 114 ألفا و151 حول العالم، بينما بلغ عدد الوفيات 4012 في 105 دول ومناطق، بحسب حصيلة أعدتها الوكالة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات في الصين -باستثناء هونغ كونغ وماكاو- 80 ألفا و754، بينها 3136 حالة وفاة. ويذكر أن الوباء ظهر في إقليم هوبي الصيني في ديسمبرالماضي.
وأما خارج الصين، فسجلت 33397 إصابة جديدة حول العالم، بينها 876 حالة وفاة. وتشمل الحصيلة 877 إصابة و31 وفاة جديدة.
وأما الدول الأكثر تأثرا بالفيروس بعد الصين فهي إيطاليا (9172 إصابة و463 وفاة)، تليها كوريا الجنوبية (7513 إصابة و54 وفاة)، ثم إيران (7161 إصابة و237 وفاة)، وفرنسا (1412 إصابة و25 وفاة).