هل يتعرض الغنوشي الى المحاكمة ؟
تلك محاكمة احتمالية، لكنها قد تتحول الى حقيقة، اذا وُجد من يستثمرها ويحولها الى وقائع، تماما مثلما وقع مع الغرف السوداء وتجارة الجنائز والجهاز السريري، اذا احسنوا الحبكة وساعدهم الاعلام ربما تمكنوا من ملاحقة الرجل بتهمة الإفراط في السرعة من خلال الجولة الألمانية التركية الأخيرة التي صعّد فيها الغنوشي من وتيرة تحركاته دون سابق إنذار، ودون ان يضع خصومه في الصورة”غدرة”، أو من خلال الصور الصادمة التي ارفقها زعيم النهضة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، تلك الصور المخلة بشروط المنافسة، والتي تعتبر من جنس التنافس القاسي و الغير منصوح به والذي قد يتسبب في جروح بليغة للخصم كما قد يخلف عاهات نفسية يصعب جبرها.
الأكيد انه من حق الغنوشي ان يلتقط بعض الصور مع الجلاصي والمكي ، وان كان يسعه ان يترفق فيجلس على يمين عبد اللطيف او على يسار عبد الحميد للتخفيف من حدة الصورة، وبما انه اكد مرارا سعيه الى التوافق و الى تهدئة ومطمئنة الآخر، ماذا عليه لو تجنب الجلوس في الوسط بين هذا القيادي وذاك، حتى لا يجهز على الامل الذي يدغدغ البعض، يهمس لهم بانه إن كان يصعب كسر القشرة النحاسية السميكة، فالانهيار سيأتي من القلب الوهن الضعيف المترنح، او هكذا توهموا.. غير انه وفي المحصلة يبقى ذلك من صميم حقوقه، أيضا لا جدال في ان للرجل كل الحق في نشر صورة على صفحته تجمعه بأول رئيس تونسي في التاريخ اتت به مؤسسات ديمقراطية الى السلطة، لا احد يمكنه منازعة الغنوشي تلك الحقوق.. حقوق النشر، لكن كان يمكن للزعيم النهضاوي أن لا يلجأ الى انتهاج تلك الاساليب الصادمة، كان يمكنه ان يستعمل التدرج في ذلك، كأن يذكر المرزوقي والجلاصي والمكي في سياق حديثه، ثم يشير اليهم على هامش مداخلة ثم يثني عليهم في حوار.. ثم وفي الاخير وبعد تحضير خصومه نفسيا يمكنه تركيز الصور في حسابه ، حينها يكون قد اعذر ولا شيء عليه ما دام قد قام بالأسباب لتجنب الصدمات و ما دامت الاعمار بيد الله وحده.
أمام الأساليب الغير تقليدية التي بات ينتهجها الغنوشي في سلوكه السياسي وفي رسائله التي يضمنها..، ليس لنا غير دعوة الرجل الى العودة بفعلها السياسي الى الاساليب التقليدية، وان تعذر يصبح الحل الوحيد ان يغض خصومه البصر عن تحركاته، لان الإفراط في التركيز قد يرفع الضغط ويجلب أمراض السكري، ولا قدر الله قد تصل التداعيات الى الجلطة.
وحتى كان دخلنا حديث في حديث، وحتى نخرج قليلا من الساسة والسياسة والغنوشي وخصومه والعلمانيين والاسلاميين واليسار والإعلام والصراعات….ليس أفضل من انهاء هذا النص بعبارة، ألف مبروك للاتحاد العام التونسي للطلبة ومليون هردلك للاتحاد العام لطلبة تونس.
نصرالدين السويلمي