في تصريح تصعيدي ومفاجئ، قال وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الاثنين، إن بلاده دخلت في مواجهة علنية ومفتوحة مع إيران، وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا تحذر فيه من انزلاق الأعمال العدوانية “العارية” إلى حرب شاملة بين “إسرائيل” وإيران.
ويشير التقرير للمراسل أنشيل بيفر إلى أن إسرائيل وإيران تخوضان اليوم حربا مفتوحة في سوريا، لافتا إلى أن البلدين تخوضان حرب ظل قامت من خلالها “إسرائيل” باستهداف أهدافا ثمينة لإيران ووكلائها، خاصة “حزب الله“، التي تغيرت في نهاية الأسبوع إلى مواجهة علنية.
ويلفت بيفر إلى أن “إسرائيل” وإيران قامتا بمواجهة صاروخية في وضح النهار يوم الأحد، وأعلنت “إسرائيل“، ولأول مرة، مسؤوليتها عن الهجوم على مواقع قالت إنها تابعة لفيلق القدس في الساعات الأولى من صباح يوم أمس، مشيرة إلى أن النظام السوري يبدو آمنا الآن، ويسيطر على معظم البلاد التي دمرتها الحرب، فيما خسر تنظيم “داعش” معظم المناطق التي كان يتحكم بها قبل عدة أعوام، وفي المقابل، إيران انتهزت الفرصة لبناء قاعدة قوية لها في سوريا، وإكمال الهلال الشيعي، وهو عبارة عن ممر بري يمتد من طهران حتى البحر المتوسط، ويمر عبر العراق وسوريا إلى لبنان.
ويقول الكاتب إن “إسرائيل استهدفت ما اعتقدت أنها مواقع إيرانية في سوريا أملا في أن تقوم روسيا وأميركا بردع القوة الإيرانية، لكن يبدو أن روسيا ليست ميالة لأداء هذا الدور، أما الرئيس دونالد ترامب فقد أعلن عن خروج (سريع وكامل) للقوات الأميركية من سوريا، تاركا إيران وإسرائيل في مواجهة مع بعضهما”.
ويلفت إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض انتخابات تتركز على صلاحيته للحكم في ظل الملاحقات القضائية واتهامات بالفساد”، مشيرا الى أن “نتنياهو يريد أن يثبت للناخب الإسرائيلي أنه الشخص المناسب لقيادة إسرائيل في منطقة مضطربة مهما كانت الاتهامات الموجهة” مضيفا “لكن هذا لا يعني أنه سيعلن عن حرب مع إيران، لكنه سيقوم بغارات جوية تدفع إيران للرد”.
وتبين الصحيفة أنه في ضوء المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل فإن هناك مخاوف من أن تنتقل العدوى للدول المجاورة، خاصة لبنان، الذي يملك فيه حزب الله 100 ألف صاروخ طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى”.
وتختم “التايمز” تقريرها بالقول إنه “مع أن لا أحد من الأطراف يرغب في الحرب، سواء كانت إسرائيل أو إيران أو حزب الله، إلا أن الجميع يسير على منحدر زلق نحو الحرب الشاملة”..