من هو رجل الأعمال الذي واجه حكماً بـ 30 سنة سجن اليوم؟ تفاصيل “السقوط الكبير”.

أحكام ثقيلة بالسجن والخطايا في واحدة من أبرز قضايا الفساد المالي بتونس
ويُعدّ هذا الحكم من بين الأحكام الأثقل التي صدرت خلال الفترة الأخيرة في قضايا الفساد المالي، بالنظر إلى تعدد الملفات وتشعبها، وحجم التجاوزات المنسوبة للمتهم الرئيسي.
أحكام إضافية تطال أفرادًا من العائلة
ولم تقتصر الأحكام على المتهم الرئيسي فقط، إذ أصدرت الدائرة نفسها حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات مع خطايا مالية ضد أحد أقاربه، بعد ثبوت صلته المباشرة بعدد من العمليات المالية محل التتبع القضائي.
كما قضت المحكمة بسجن امرأة من العائلة لمدة ثلاث سنوات مع خطايا مالية، في إطار الملفات نفسها، بعد أن اعتبرت المحكمة أن دورها لم يكن معزولًا عن شبكة المعاملات المخالفة للقانون.
سبعة ملفات تتعلق بمخالفات جمركية ومالية
وتعود تفاصيل القضية إلى قرار سابق صادر عن النيابة العمومية بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي، يقضي بإحالة المتهم الرئيسي على أنظار الدائرة الجنائية السادسة، وذلك في سبعة ملفات منفصلة.
وتتعلق هذه الملفات بمخالفات جمركية، وتجاوزات مالية وصرفية، وعمليات يُشتبه في أنها ألحقت أضرارًا بالمنظومة المالية والاقتصادية للدولة.
مكافحة الفساد: رسالة قضائية واضحة
وتندرج هذه الأحكام في إطار المسار الذي اعتمده القضاء التونسي خلال السنوات الأخيرة لتعزيز مكافحة الفساد، والتصدي للجرائم الاقتصادية والمالية التي تُعد من أخطر التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني.
ويؤكد مختصون في الشأن القضائي أن تشديد العقوبات في هذا النوع من القضايا يهدف إلى إعادة الثقة في المؤسسات، وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، مهما كانت الصفة أو المكانة.
تحليل تونيميديا
ما يلفت الانتباه في هذا الملف ليس فقط ثقل الأحكام، بل تعدد القضايا وتفرعها، وهو ما يعكس نمطًا ممنهجًا في المخالفات المالية، لا مجرد تجاوزات معزولة. هذا النوع من القضايا يضع المنظومة القضائية أمام اختبار حقيقي بين سرعة البتّ، ودقة التحقيق، وحماية المال العام.
كما أن شمول الأحكام لأفراد من العائلة يبعث برسالة قوية مفادها أن القضاء يتعامل مع الوقائع لا مع الأسماء، وهو ما قد يشكل سابقة ردعية في ملفات فساد مماثلة خلال المرحلة القادمة.
Source
متابعة موقع تونيميديا استنادًا إلى معطيات قضائية منشورة عن الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي.



