لهذا السبب.. يقود الإنجليز سياراتهم من اليمين ويسي…
البريطانيون ليسوا فقط من يقودون على الجانب الأيمن من السيارة، ويسيرون على الجانب الأيسر من الطريق، فالهند أيضاً تفعل هذا، وكذلك كل دول “الكومنولث”، والحقيقة أن أكثر من ربع سكان العالم يقودون السيارة ويسيرون على الطرقات من اليسار وللدقة 35% من سكان العالم، والسبب ربما غريبا.
الحقيقة التاريخية تؤكد أن جميع الدول التي تقود السيارة من اليمين كانت تحت الاحتلال البريطاني لفترة طويلة مثل الهند، ولذلك كانت القوانين البريطانية هي ذاتها القوانين الموجودة فيها.
سبب اختلاف بريطانيا:
أما عن السبب الحقيقي لقيادة السيارة على اليمين في إنجلترا، فإن هذا التقليد أقدم من السيارات نفسها، إذ يعود إلى زمن أقدم، ففي الماضي سافر الجميع تقريباً على الجانب الأيسر من الطريق، لأن ذلك كان الخيار الأكثر منطقية في المجتمعات الإقطاعية العنيفة، نظراً لأن الناس جميعهم يستخدمون يدهم اليمنى، ويحملون بها السلاح، ولذلك كان الأجدى جعل الذراع اليمنى أقرب إلى الخصم، وكذلك قلل السير على اليسار فرصة الغمد “الذي يرتدى على اليسار” بضرب أشخاص آخرين.
واعتاد الفرسان في القرون الوسطى على ركوب الخيول من الجهة اليسار بحيث تكون تكون يمناهم حرة، واذا كانوا يركبون الحصان من اليمين سيكون من الصعب جداً القيام بذلك والسيف على يسارهم، ولذلك إذا ركبت الحصان فيجب أن تبقيه ايضاً على الجانب الأيسر من الطريق لتواجه عدوك بيمناك.
في أواخر القرن الثامن عشر ومع انتشار العربات التي تجرها الخيول في كل من أوروبا وأمريكا، وبطبيعة الحال لأن العربة تسير إلى اليسار، جلس السائق على اليمين دائماً، ليتحكم في الحصان، وينظر لأسفل ليتأكد من أنه يظل بعيداً عن عجلات العربات القادمة.
اختلاف الدول الأخرى:
العديد من الدول مثل فرنسا بعد عام 1789 أصدرت مرسومات تعين السير على الجانب الأيمن من الطريق، فعادة وقبل الثورة سارت الطبقة الإرستقراطية على يسار الطريق، مما اضطر الفلاحون والفقراء إلى اليمين، ولكن بعد اقتحام سجن الباستيل واشتعال الثورة الفرنسية والأحداث اللاحقة، فضل الإرستقراطيين الإختفاء بين الفلاحين، لأن التمييز في هذه الفترة كان يعني الإعدام، وفضّل النبلاء السير على اليمين، وقد تم تطبيق قاعدة رسمية للإحتفاظ باليمين في باريس عام 1794، بالتوازي مع عدد من الدول مثل الدنمارك، وقد قامت غزوات نابليون هذا القانوين في العديد من الدول مثل بلجيكا وهولندا و لوكسمبورغ وسويسرا وألمانيا وبولندا وأجزاء كثيرة من إسبانيا وإيطاليا، أما الدول التي قاومت نابليون أبقت اليسار، مثل بريطانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية والبرتغال، وسيبقى هذا التقسيم الأوروبي ، بين ثابتًا لأكثر من 100 عام.
أزرار الملابس.. نابليون يكتب تاريخ الموضة