نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية مقالا تحت عنوان
Rached Ghannouchi, chef d’Ennahda et maître du jeu en Tunisie
تحدثت فيه عن مسيرة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قبل الثورة و بعدها و التي توجت بمنصب رئاسة البرلمان يوم 13 نوفمبر و هو أمر كان متوقعا بمجرد دخول الغنوشي للانتخابات التشريعية يوم 6 أكتوبر و انتخابه نائبا للشعب.
و أردفت الصحيفة بالإشارة الى المكانة السياسية المركزية لمؤسس حركة النهضة تعود لستينات القرن الماضي حيث سجن في عهد بورقيبة و هجّر في عهد بن علي ليعود بعد عقود من المنفى الى تونس و يتحكم في خيوط اللعبة السياسية منذ الثورة، حيث تمكن في غضون أشهر منذ ذلك التاريخ من قيادة حركة النهضة للفوز ب41% من مجموع مقاعد المجلس التأسيسي الذي صاغ دستور تونس الحالي.
و أضاف المقال أن راشد الغنوشي نجح من الإنتقال أيضا بحزبه من وضعية الحزب الإخواني نحو الحزب الإسلامي الديمقراطي و هي خطوة كلّفت الحركة ما كلّفتها شعبيا لكنها مكنتها من ترسيخ مداميكها في الرمال السياسية المتحركة إقليميا، و هو ما تترجم في التوافق التاريخي الذي جمع الأضداد بعد أزمة سنة 2013 بتحالف زعيم حركة النهضة بالراحل الباجي قايد السبسي أحد رجالات النظام السابق و مؤسس حزب نداء تونس العلماني الذي أحدث التوازن في تونس، فهذا التوافق مكّن البلاد من التقدم في المسار الديمقراطي و هو ما يتجلى اليوم في نجاح البلد الصغير في أكثر من إستحقاق إنتخابي.
و أضافت لاكروا بأن قدرة الغنوشي الرهيبة في التعامل مع التطورات و المستجدات تظهر أيضا بشكل واضح في فوزه برئاسة البرلمان على الرغم من أن حزبه لم يفز سوى ب 52 مقعدا من إجمالي 217.
و ختم المقال بالإشارة الى أن الغنوشي اليوم و من خلفه حركة النهضة أمام إمتحان جديد و صعب، تشكيل الحكومة في ظرف إجتماعي و إقتصادي صعب و تحديات بالجملة.