في مقال نشره على موقعه الإلكتروني تحت عنوان
Infighting in Nidaa Tounes: A Danger to Tunisia’s Democracy؟ تحدث معهد واشنطن للدراسات عن حالة التشتت التي تعرفها الأحزاب العلمانية في تونس خاصة بعد الصراع الداخلي الذي شهدته حركة نداء تونس ،و الإنشقاقات التي ضربتها .
و أضاف المقال بأن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قد إستخدم شخصيته الكاريزمية ودعم حزب “حركة النهضة” لتعزيز صلاحياته الرئاسية المحدودة، إلا أن العجلة قد دارت اليوم في ظل دعم السبسي لنجله وتعيينه رئيسًا لحزب “نداء تونس” في ماي 2014. ومنذ ذلك الحين، عمدت حركة النهضة إلى تحويل دعمها إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد “، الذي كان حتى وقت قريب عضوًا في نداء تونس. ونتيجة لذلك، ترك الصراع على السلطة داخل حزب نداء تونس معارضة منظمة لحزب النهضة داخل البرلمان.
وأردف المقال بأن واقع الأمر يقول بأن حافظ قائد السبسي يفتقد إلى الشرعية السياسية، إذ لم يدخل هذا المجال إلا بعد أن فاز والده في الانتخابات الرئاسية. ويتخوف الكثير من التونسيين من صورة هذه العلاقة بين الأب وابنه، فلماذا قد يدخل حافظ قائد السبسي مجال السياسية إلا ليحاول أن يرث الرئاسة من والده؟
ويفيد عدد كبير من الإشارات بأن عدم الرضا عن استلام السبسي الابن قيادة حزب “نداء تونس” هو الذي دفع يوسف الشاهد إلى إعلان تأسيس حزب جديد حيث ترى قياداته أن هذا الحزب جاء ليوفّر الحد الأدنى من الاستقرار الحكومي. إلا أن هذه الحركة السياسية الجديدة تركز على هوية يوسف الشاهد من دون أن توفر المعلومات الكافية حول المنصة أو الأهداف السياسية للحزب، ما سيزيد من حيرة الناخبين في انتخابات عام 2019.
و ختم معهد واشنطن مقاله بالإشارة الى أن الديمقراطية السليمة تحتاج الى أحزاب سياسية قوية وذات هيكلية واضحة. فيشكّل وجود حزبين سياسيين كبيرين وراسخين أساسًا لنجاح التجربة الديمقراطية، إذ يوفّر ذلك للحكومة القدرة على الحكم، وللمعارضة القدرة على أداء دورها داخل هيكل ديمقراطي. إلا أن هذه الدراما ما بين الشاهد والسبسي بعيدة كل البعد عن الواقع التونسي، إذ يبدو أن حزب “النهضة” هو الحزب القوي الوحيد على الساحة السياسية، ومن أجل معالجة هذا الوضع الخطير، يتعين على الأحزاب السياسية العلمانية أن توحّد جهودها وتجدّد منهجياتها. لتقديم بديل عملي للوضع الحالي.