سقوط تونس في فخ بذور القمح الهجينة المريضة
المهندس الفلاحي ورئيس الجمعية التونسية للمهندسين الزراعيين، نبيل حمادة قال “إن البذور والنباتات الهجينة تخسر شيئا فشيئا مناعتها ضد الأمراض في مناخ معين لأن عملية التهجين في حد ذاتها ركزت على المقاومة ضد مرض واحد أو اثنين فقط وبالتالي تصبح النباتات متطلبة للماء وللأدوية والمبيدات لأن الصناعة الزراعية لا تفكر سوى في كمية الإنتاج وليس النوعية ولأن العملية برمتها عملية تجارية “
ويضيف ” بالطبع سترتفع كميات الأدوية لأن ذات الشركات التي تبيع البذور الهجينة تبيع المبيدات ولأنه لا توجد استراتيجية وطنية لحماية الأصناف المحلية بل على العكس هناك لوبيات تضغط في اتجاه التوريد في حين لدينا أصناف من القمح يحق لتونس أن تفتخر بها وهي ذات مردودية عالية ومقاومة للجفاف
يعتبر اغلب الفلاحين ان فخ البذور الهجينة ساعدت في نصبه اساسا اجهزة ” الإرشاد الفلاحي” التي كانت متواجدة إلى جانب الفلاحين قبل سنوات الثمانينات ولكنها تكاد تكون منعدمة اليوم
في بداية الستينات، كانت تونس تحصل مثل باقي الدولة المصنفة فقيرة على مساعدات غذائية عن طريق برنامج الأغذية العالمي “البام” (ProgrammeAlimentaireMondial-PAM) وكانت المساعدات توزع في الأرياف من قبل العمد والشيوخ الذين كان أغلبهم يجهلون القراءة والكتابة ومع تلك المساعدات التي تأتي من “المانحين اللطفاء” توزع البذور وتعطى “بكل براءة” مجاناً إلى الفلاحين ومعها شرح حول جودتها ومردودها.
عندما اتضح لهؤلاء ” المانحين الخيرين” أن الفلاحين استغنوا عن بذورهم الأصيلة ولم يعودوا لتخزينها، أغرقوا السوق بالبذور الموردة وخسرت بلادنا وللأبد كمية كبيرة من بذورها المحلية” واصبحت تونس أرضاً لا تزرع مما تحصد