رسالة ارسلها لي زهير مخلوف على الخاص
كنت وما زلت أرفض الإدلاء بأي تصريح إعلامي خاصة بعد أطنان التشويه والطعن والإساءة وهتك عرضي ونهش لحمي من طرف القاصي والداني ومن الخصوم وحتى من بعض الأصدقاء فضلا عن أولئك الذين أفنيت عمري للدفاع عنهم وعن أعراضهم وعوائلهم وأبنائهم .
كل الناس تعلم أني من أشد المحافظين ومن أشد الملتزمين ومن أشد المدافعين عن أعراض الناس وحقوقهم .
ورغم أني عملت بهيئة الحقيقة والكرامة وأشرفت على مئات الفتيات والنساء ولم يحصل أن أشتكت مني أي منهن أو أحست بأي ضيق أو مضايقة .
ورغم أني التقيت بآلاف الضحايا من النساء ولم يروْا مني إلا الاحترام والتقدير وحسن السلوك .
ورغم أني أعمل بالجامعة كتقني رئيس ويفرض علي عملي هذا التواصل مع عديد الطالبات في علاقة بمشاريع ختم دراساتهن ولم يحصل أن أشتكت أي من الطالبات من أي سلوك أو سوء تصرف أو مضايقة.
وأزاول عملي مع عديد الزميلات ولم تلق أي منهن مني الا الاحترام والتقدير.
وعشت مع آلاف فعاليات المجتمع المدني نساء ورجالا وفتيات زهاء أربعة عقود ولم تلقَ أي منهن مني مضايقة أو سوء تصرف أو حتى همزة أو غمزة .
وعشت في مدينتي أكثر من خمسين سنة ولم تشتكي مني أي امرأة أو فتاة من سوء تصرف أو أيّا من سلوك خادش.
صحيح أني اعتقلت في عديد المناسبات وسجنت أكثر من مرة وتم تعذيبي في مناسبات متكررة وفي إحداها تمّ استهداف جهازي التناسلي وخصيتي اليسرى مما نتج عنه إجراء عملية جراحية كانت سببا مباشرا في آلام ومعانات دامت عديد السنوات وأصبت بعدها بداء السكري نتج عنه استدامة الالتهابات في مستوى الخصيتين وعدم القدرة على حصر التبول إلى درجة مرضية مرعبة ومؤلمة ولذلك أضطر في كثير من الأحيان إلى الالتجاء الى التبول في قارورات ماء أو في أماكن منزوية كلما اشتدت بي الآلام أو اغتصرتني الحالة.
وهو ما حصل لي يوم 10 أكتوبر حيث انزويت الى مكان قرب واد دار شعبان الفهري خال من المارة وقمت بقضاء حاجتي في قارورة ماء بسبب الالتهابات وشدة الآلام التي ألمت بي وقمت على إثرها بدهن فخذيّ وخصيتي اليسرى التي تعرضت للخصي سابقا وأجريت عليها عملية جراحية حين كنت بسجن 9 أفريل بمستشفى شارل نيكول بمرهم البيفاريل( الفونجيزون) والذي أتعاطاه كدواء طيلة سنوات عديدة عن طريق وصفة طبية مسلمة من طبيبة مختصة بمستشفى حي الخضراء للضمان الاجتماعي لمعالجة التهرية والاحتكاك والالتهابات .
وصادف أن مرّت إحدى الفتيات التي أكدت أني لم أكلّمها ولم أعاكسها ولم أقل لها أي شيء ولم أعرض عليها أمرا ولم أتحدث معها مطلقا وهو ما أكدته بالبحث الأولي لدى الشرطة وضمّنته في تدوينتها ليلة نشرها للصور ولكنها استدركت تحت “النصح “و”الضغط” المستراب لتقول أنني قمت بتلميحات من دون حديث أو كلام أو قول وذلك بتعمد التباطيء في السير بالسيارة وهو ما دفعها حسب قولها بمتابعتي وذلك على إثر توقفي بالسيارة واكتشافها من خلال البلور العاكس أني أقوم بشيء مريب ورغم ذلك قامت بأخذ صور للحالة التي كنت عليها وقد صوّرها ونشرها مرضى القلوب وروّجوا لها كأمر فاحش بعد أن أبدعوا في التفسير البهيمي والتأويل الحيواني من دون أن يبحثوا عن تبرير أو أن ينتظروا كشف الحقيقة وحيثيات الحادثة.
إن كل ما في الأمر أني اضطررت للتبول في قارورة ماء داخل سيارتي بعد أن إغتصرني ضغط مرعب وحاجة أكيدة للتخلص من ماء البول وقمت بوضع مرهم في مستوى الخصيتين والفخذين جراء التهابات وأوجاع ألمت بي نتيجة آثار حادث التعذيب القديم ونتيجة التعب وإرهاق المشي أثناء الحملة الانتخابية.
الغريب أن البنت التي قامت بأخذ الصور وحين سُئلت: هل كلّمك المعني أو لحق بك حين قمت بتصويره؟ فأجابت بالنفي.
ما يحز في النفس ويدمّر الروح ويحبط الذات البشريّة بداخلي أن الفتاة لم تشتكي للشرطة وإنما قامت هي ومجموعة من مرضى النفوس والعقول بنشر الصور وتلبيسها لبوسا قمطريرا وإصباغها من ذواتهم غير السويّة أبعادا جنسية تندّ عن مستوياتهم المنحطة والمريضة والمعقّدة .
وليس لي الا الدعاء عليهم بالويل والثبور والهلاك وفضح حالهم بمثل ما فضحوا فيه حال الأبرياء.
وقد وصل الأمر بإحداهن وهي وزيرة غبية أن اتهمتني بالسكر والعربدة والتعري والتحرش بالقاصرات ونشر الفسق والتشيّع واتهامات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان من قبل أن تتأكد من حقيقة الأمر .
ليس لي إلا أن أدعوا الله أن يُعمي بصرها ويفضح سريرتها ويخرّب بيتها بمثل ما قامت به من نشر للأكاذيب وقذف وهتك لعرضي وتدمير لأبنائي .ض
كما أني لن أغفر لصفحات النهضة المأجورة التي هتكت عرضي وطعنتني في الظهر وروجت للأكاذيب واستمرأت نشر الإفك والفجور والبهتان حتى وان سجنت .
لن أتدخل في مجريات التحقيق ولن أذكر جزئيات البحث وسأترك الأمر للقضاء لعله ينصفني خاصة بعد التوظيف والضغط الذي تعرض له الباحث الابتدائي والنيابة العمومية وكذلك القضاة بفعل بعض أدعياء الإعلاميين الذين حاولوا التلبيس على الرأي العام باستدعاء أم قاصر زعمت أن ابنتها هي التي قامت بالتصوير في محاولة لاستنفار مجموعة مرضى السياسيين المعارضين للحزب الذي أنتمي إليه لشيطنتي وتشويهي وبالتالي النيل من الحزب الذي أنتسب له وكل ذلك بغاية تثبيت التهمة ضدي .
سآتي على كل محاولات التوظيف السياسي للقضية في أيام قادمة والتي دمرت رجلا ودمرت كيانا ودمرت أسرة ودمرت عائلة ودمرت بداخلي انسانيّة الانسان فيّ ودمرت كذلك ذاتا بشرية كانت تنظر للعالم بمثالية مجنحة وتعمل على إصلاحه وتنقيته من الأمراض الاجتماعية والقيميّة .
لعنت السياسة وبعض السياسيين وعفت أدعياء حقوق الانسان ممن لا يرقبون في الوطنيين إلا ولا ذمّة ويتعمدون نشر الأخبار الزائفة ويوظفون الزيف وشهود الزور للطعن في بشر أنقياء . هؤلاء هم التعساء أينما ذهبوا وأينما ثُقفوا وكيفما تثقفوا (هم ثقفوت الوهم والعقد المركبة).
بالمناسبة أشكر الأصدقاء الذين كتبوا دفاعا عن شخص يعلمون معدنه ويعرفون أصله وفصله وتاريخه وسريرته حتى من قبل أن يعلموا حيثيات الحادثة لأنهم وببساطة يعرفون الرجل حق المعرفة ويعرفون أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي مثل هذه الأفعال .
أستجدي من بعض أدعياء السياسة حدا أدنى من الرجولة والشهامة والمروءة .
أنقل لكم زمنا من تاريخ رجل خمسينيّ مرّت عليه محن وأنواء ومتاعب وسجون وتقلب هنا وهناك بين أفكار مختلفة وعقائد وأيديولوجيات متنافرة من دون كلل أو وهن أو تراجع أو إحباط رغم الدكتاتورية والقمع ولكن تمكّنت منه أيام وساعات قليلة لتحيله حطاما وركام عظم متهاوي وترديه قتيل الهتك في جنب العرض.
صرت أمقت السياسة وأمقت موظَّفيها وموظِّفيها.
أنصح المخلصين أن لا يتنافسوا على حلبة يكون فيها الضباع أكلة اللحوم حاضرة مستنفرة.
وأنصح الصادقين أن يبتعدوا في زمن البخس والنذالة الذي نعيش عن اقتحام حلبة الصراع حتى وإن اضطروا أن يعضّوا بأصل شجرة وأن ينأوْا بأنفسهم عن ملاقاة أدعياء الانسانيّة.
زهير مخلوف