رشيدة النيفر تتهم عكاشة بالتآمر على قرطاج ..وتصدّع في جبهة الرئيس؟!
في تدخل فاجأ الرأي العام الوطني نزعت مسؤولة الإعلام والاتصال بقصر قرطاج سابقا رشيدة النيفر جلباب التحفظ لتعلن على إذاعة موزاييك مسؤولية مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة ومحيط الرئيس عن وثيقة الانقلاب.
ولم تستبعد النيفر أن تكون وثيقة الانقلاب مدخلا قصد تحضير الرأيالعام الدولي والوطني لتقبل أي تحرك محتمل في هذا السياق .وقالت “إن الوثيقة المتداولة حول الفصل 80 هي مسوّدة مخطط لأنها تضمنت تفاصيل دقيقة من أمور تقنية وغيرها” .
وأضافت المتحدثة “أنها تنزّه رئيس الجمهورية ولكنها لا تنزّه رئاسة الجمهورية بما أن الاختراقات موجودة في كل الدول والأنظمة، مشيرة أن هناك إحساسا بالتوجه نحو خلق جو عام للتطبيع مع الانقلاب وأن الحل الوحيد أمام حالة الفشل هو قدوم منقذ لتونس.”
وشددت النيفر على أن خروجها من القصر لا يتعلق أساسا باستحالة العمل مع قيس سعيد ولكن متعلق بأساليب العمل الموروثة في قصر قرطاج، موضحة أنه خلاف مباشر مع مديرة الديوان الرئاسي.
خروج النيفر من دائرة الإحراجإلى المكاشفة سبقها إليه مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الجينرال محمد حامدي الذي عبر في رسالته الشهيرة عن خوفه مما آلتإليهالأوضاع داخل القصر منذ قدوم نادية عكاشة في جانفي 2020 وما رافقه من استقالات وخصومات دفعت بـ7مستشارين للاستقالة.
وذهبت بعض القراءات إلىأن دخول رشيدة النيفر على خط سيناريو الانقلاب هو في الواقع تدخل انتقامي من نادية عكاشة ومحاولة ذكية لمزيد تضييق الخناق حولها بعد أنأمست محل اتهام من طرف أنصار الرئيس “الأصليين” وأساسا حزب الشعب يريد ومديره التنفيذي نجد الخلفاوي فان ذلك لا يمنع القول بان عكاشة أصبحت فعلا لغزا كبيرا داخل قصر قرطاج، بل إن البعض اعتبر أن عكاشة نجحت في خلق فراغ كبير حول الرئيس واكتفت بادوار بعض الانتهازيين والحالمين بعودتهم تحت شمس السلطة حتى على ظهر الانقلاب.
وشكلت انتهازية بعضهم منطلقا لنادية عكاشة لإعادة توزيع الأوراق داخل البرلمان من خلال توظيف الكتلة الديمقراطية وأساسا بعض العناصر من التيار الديمقراطي وهو ما خلق أزمة داخل الحزب انتهت باستقالة الأمين العام للحزب غازي الشواشي بعد انكشاف الاختراقات داخل التيار وانضباط عناصر الحزب لعكاشة أكثر من الحزب في حد ذاته.
وفي هذا السياق كتب مدير الديوان السابق للرئيس المنصف المرزوقي،عدنان منصر أن “تدخل السيدة رشيدة النيفر في برنامج ميدي شو اليوم، تدخل هام. مديرة ديوان رئيس الجمهورية خلقت الفراغ حول الرئيس، وهناك دلائل كثيرة على دورها في إدخال التأثيرات الأجنبية للقصر ومنح بعض القوى الخارجية نفوذا متصاعدا على الرئيس.”
وختم أن “قضية الرسالة المسمومة وغيرها تعتبر مجرد تفاصيل أمام الكوارث التي تسببت فيها السيدة عكاشة للمؤسسة، لكن كل ذلك لا ينفي مسؤولية الرئيس عما حصل ويحصل وسيحصل. هو المسؤول عن اختيار مساعديه، وهو المسؤول رأسا عن كل سياسات الرئاسة وأدائها.”
ويبقى السؤال الأهم من هي نادية عكاشة؟ولصالح من تعمل مديرة الديوان الرئاسي؟ولماذا يحتفظ بها الرئيس رغم كل الانتقادات الموجهة لها؟ ومن يقف وراء “الرئيس الحقيقي”؟
كما هو معلوم فقد جاءت نادية عكاشة لتخلف طارق بالطيب الذي قدم استقالته من منصبه بعد اقل من شهرين على تنصيب قيس سعيد ساكنا لقرطاج،وقد كشفت تدوينات سابقة لعكاشة أنها لم تكن يوما من محيط الرئيس بل إنها دعمت منافسه في الدور الأول والثاني نبيل القروي.
ولم يكن لعكاشة أن تُكتشف إلا بعد أنأعلن رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي أنها الرئيس الحقيقي للبلاد ليناصبها العداء لاحقا بعد أن توعدها بالإطاحة بوزرائها في حكومة الفخفاخ أو في حكومة هشام مشيشي وكانت مديرة الديوان الرئاسي “بطلة خارقة” في فضيحة الظرف المسموم التي لا احد يعلم مآلاتها بعد أن سعى قصر قرطاج للملمة الموضوع دون إحراجات.
في المقابل تعرف عكاشة انتقادات كبيرة بلغت أقصاها في الحوار الصادر عن المدير التنفيذي لحزب الشعب يريد نجد الخلفاوي كما كانت محل تهم تخص علاقاتها بجهات فرنسية خاصة بعد استقبالها لوفد فرنسي دون علم من وزير الخارجية أو رئيس الحكومة ليتبين لاحقا وحسب الإعلام الفرنسي أنها كانت وسيطا لصفقة بين تونس ورجال أعمال فرنسيين.