كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن خطط أمريكية للتعامل مع الوضع في أوكرانيا في حالة انتصار الجيش الروسي، وتمكنه من الإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني المنتخب زيلنيسكي والسيطرة على كييف.
وأفادت الصحيفة أن المقاومة الأوكرانية العنيفة وغير المتوقعة عززت الفرضيات المتعلقة باحتمالية تحوّل الصراع لتمرد دموي طويل الأمد، بعد أن أعدّت الولايات المتحدة خططاً لإنشاء ودعم حكومة منفى تُشرف على عمليات حرب العصابات ضد القوات الروسية، يتمتع من خلالها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بدور محوري في المحافظة على الروح المعنوية وحشد الأوكرانيين للمقاومة والقتال، مستفيدين من دعم مالي وعسكري أمريكي يتجاوز 10 مليارات دولار.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن زيلينسكي الذي يعد نفسه “الهدف رقم 1” لروسيا، رفض الانتقال من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف المحاذية للحدود البولندية، في ظل وجود خطط أمنية جاهزة لنقله وأعضاء حكومته بسرعة، باعتبارها خططاً للاستسلام وفق وصف عضو البرلمان الأوكراني عن حزب التضامن الأوروبي المعارض فولوديمير أرييف.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يظلون حذرين بشأن الدعم العلني للمقاومة الأوكرانية، في حالة ما إذا انتقلت حكومة زيلينسكي إلى أوكرنيا، خشية أن يجر الدول الأعضاء في الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا، اعتماداً على ردات الفعل الروسية، إلّا أن هناك مخاوف من انخفاض زخم المقاومة الأوكرانية في حالة إذا ما توصل المفاوضون الروس والأوكرانيون الذين اجتمعوا بالقرب من الحدود في بيلاروسيا إلى بعض التسوية.
وتوقع خبراء في حرب المدن أن تقوم القوات الروسية بالضغط على خطوط أنابيب الإمداد وقطع المدن، بالإضافة للقصف الجوي والمدفعي المكثف وقطع التيار الكهربائي وإمدادات المياه، لحسم المعركة، وهو ما يجب أن تأخذه المقاومة الأوكرانية في الاعتبار، مستفيدة من معرفتها بالتضاريس، حيث يجب عليها وفق الخبراء بناء الحواجز وتدمير الجسور لتقييد مداخل المدينة ووضع القناصين على أسطح المنازل.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تصريح وزير الدفاع اللاتفي أرتيس بابريكس، الذي حافظت بلاده على الخدمة الدبلوماسية في المنفى لمدة 51 عامًا، بعد أن احتلها الاتحاد السوفيتي عام 1940، والذي قال فيه “لا يمكن للروس احتلال كل البلاد وإخضاعها، لم تعترف واشنطن أبدًا بضم دول البلطيق الثلاث ستكون هناك حرب حزبية، وستكون هناك مقاومة، لذا حتى لو سقطت كييف فإن ذلك لا يعني نهاية الحرب”.