تونس.. جدل وانقسام إثر تصريحات ماكرون

تونس.. جدل وانقسام إثر تصريحات ماكرون

 

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، و مواجهة التيارات الإسلامية المتطرفة ، حفيظة الكثير من زعماء وشعوب الدول المسلمة، ليجد نفسه وسط حملة انتقاد واسعة.

كما غاصت منصات التواصل الاجتماعي بدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية التي لاقت صيتا في جل  الدول الإسلامية .

إلا أن ماكرون الذي حاول وقف الحملة المعادية لبلاده بمجموعة من التغريدات كانت إحداها باللغة العربية كرر تمسكة بخطابه وموقفه وأكد أنه لن يتراجع عن حرية التعبير المقدسة في فرنسا.

فانتهى وعد ماكرون إلى سيل من الانتقادات في دول إسلامية من المغرب وصولا إلى باكستان.

وأمام هذا الانسداد في المواقف، فقد أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي جدلا في تونس، بين نائب في البرلمان برّر عملية قتل الفرنسي صامويل باتي ومثقفين يدافعون عن حرية التعبير.

وكتب راشد الخياري البرلماني المستقل  على صفحته الرسمية عبر شبكة فيسبوك السبت “الإساءة لرسول الله(..) هي أعظم الجرائم وعلى من يقدم عليها تحمل تبعاتها ونتائجها، دولة كانت أو جماعة أو فرداً”.

في حين وصفت أستاذة الآداب والحضارة العربية وعلم النفس في الجامعة التونسية رجاء بن سلامه انتشار الجدل “العاطفي” الكبير “بالطاعون”.

و وقعت بن سلامة مع نحو أربعين مثقفا تونسيا عريضة يطالبون فيها بمحاكمة النائب الذى برّر قتل الأستاذ الفرنسي.

كذلك، نددت الأستاذة الجامعية “بالخطابات التي تدعو لكره الإسلام وغير المحتملة” في برامج تلفزيونية فرنسية عدة، وقالت “يجب على الفرنسيين احترام خصوصيات الآخرين والتوقف عن انتقاد النساء المحجبات على سبيل المثال”.

و في المقابل، اعتبر يوسف الصديق الفيلسوف وعالم الأنتروبولوجيا التونسي، الذي يدافع عن قراءة حديثة للقرآن “لا شك أن الرئيس الفرنسي ارتكب فعلا غريبا” الهدف منه “انتخابي” أمام هجوم “أقصى اليمين”.

وأوضح الصديق “رمى من خلال تصريحاته بالإسلام على كل من يكره الآخر، من أقصى اليمين، في التجمع الوطني (الحزب الفرنسي)، إلى العنصريين”.

ورأى أنه كان على ماكرون “أن يُضمّن خطابه 99 % من المسلمين الذين لن يكونوا أبدا إرهابيين، عوض أن يتهم بعباراته دينا يمثله ناس طيبون وعاديون وبسطاء”.

واستدرك قائلا “يجب ألا نخلط بين علاقاتنا مع فرنسا وشغف البعض” بالإسلام، الذي يدفعهم لردود فعل غير معقولة أحيانا.

وانتقدت تصريحات ماكرون في مواقع التواصل الاجتماعي كما في الشارع مع رفض واسع لها.

ففي الجنوب التونسي، تظاهر السبت عشرات الأشخاص ضد تصريحات ماكرون وحرقوا في حركة احتجاجية العلم الفرنسي.

ودعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتونس إلى “احترام النبي محمد” مع بث مكثف للأغاني الدينية التي تمدح النبي، ونشروا دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

ولخص النائب في البرلمان المستقل ياسين العياري ردود الفعل التي انتشرت على شبكة فيسبوك قائلا إن “تحقير ثقافتنا ليس حرية تعبير”.

Exit mobile version