في مثل هذا اليوم 7 نوفمبر
7 نوفمبر أولى الاحتجاجات الشعبية في العاصمة في وجه الاستعمار الفرنسي (بعد مظاهرة الحرفيين سنة 1885 وإضراب الزيتونيين سنة 1909 ) عندما فوجئ سكان العاصمة بتطويق الأمن التابع لسلطة الحماية لمداخل مقبرة الجلاز لتمكين احد الأعوان من أخذ قياسات مساحة المقبرة استعدادا لتسجيلها بالسجل العقاري و بالتالي ملكيتها وهو ما اعترض عليه التونسيون منذ أسابيع خوفا على مصير المقبرة التاريخية وغيرة على جثامين أهاليهم و أجدادهم التي ترقد بسلام منذ قرون في الجلاز.
كانت تلك الحادثة شرارة للمواجهات العنيفة التي اندلعت يومها بين التونسيين والجندرمة ثم بين التونسيين والايطاليين على خلفية مقتل شاب تونسي برصاص ايطالي واحتجاجا على بداية الغزو الايطالي ليلبيا مخلفة عشرات الشهداء الذين دخلوا بطريقة عفوية في مواجهة مثلت دافعا للحركة الوطنية ونقطة تحول جوهرية في التفكير لتصعيد مواجهة الاستعمار.
و إلى جانب عشرات الضحايا الذين سقطوا يومي السابع والثامن من نوفمبر مثل 74 تونسيا أمام القضاء حكم على 7 منهم بالإعدام و على 18 بالأشغال الشاقة.
وقع تنفيذ حكم الإعدام بالمنوبي الجرجار بمقصلة جلبها الجيش الفرنسي قبل أيام قليلة من الجزائر، وتقول الروايات أنّ قصّة هذا البطل العظيم خلّدتها كلمات نُسبت إلى والدته التي ظلّت تجوب الشوارع وتغني :
بره وإيجا ما تردّ أخبار
على الجرجار
يا عالم الأسرار، صبري لله
عيِيت نمثل في وشامك
حطّو الرميه فيك
بين الكرومه والعنقر
بعينينا احنا شفنا
وأحنا صحنا
اللي غدرنا فيك ولد الحمدي
واللي جرحنا فيك يجرح قلبه
يامة ضربوني
يا حليلي يا آمه
والضربة جات على القصبة
خلوني نبكي بالغصة
لا إله إلا الله
يا عالم الأسرار
صبري لله…
رغم الأهمية البالغة لذكرى 7 نوفمبر 1911 في تاريخ تونس و في تاريخ الحركة الوطنية فأن هذه المعركة دخلت أروقة التاريخ و رقدت بسلام بين طياته وكدنا نهملها من احتفالات إحياء ذكرى شهداء تونس لتزامن يوم 7 نوفمبر مع وصول بن علي للحكم سنة 1987.
فهل سننصف لأول مرة منذ سنوات شهداء 7 نوفبر؟