بين استقالة زياد العذاري من النهضة ورفضها من الشيخ التكتاك خيط رفيع اسمه التقية بقلم المدون محمد الهمامي
بين استقالة زياد العذاري من النهضة ورفضها من الشيخ التكتاك خيط رفيع اسمه التقية
بقلم المدون التونسي محمد الهمامي
———————————
محال ان نتناول استقالة قيادات الصف الاول من النهضة دون التذكير بموضوع قديم جديد طرح منذ التسعينات و يطرح اليوم بعد 9 سنوات من الثورة التونسية التي استفاقت
من موتها السريري بعد وصول الرئيس قيس سعيد.
فوبيا النهضة او فزاعة الاسلام المقترن بالارهاب او الغول الاخواني او اعداء العلمانية كلها اسماء و مسميات رسخت في المخيال الجمعي لغالبية الشعوب العربية بما فيها الشعب التونسي الذي تعاطف بعيد الثورة مع من ظلموا لكنه سرعانما انقلب على ادبيات النهضة التي تطور شق منها بقي في المنافي و المهجرو اندمج في منظومة التاملات في الدين و السياسة و اسس فلسفة قطعت مع السلف الصالح و اصرت على الاندماج في الديموقراطية بكل تشكلاتها الايجابية و السلبية بينما الشق الثاني يحسب على الصقور الذين عانوا ويلات السجون و المحن و ياملون في صحوة اسلامية و هيمنة النهضة على الحكم و بين هذا و ذاك بقيت فئات الشعب التي مسحت ذاكرتها من آلةعلامية ماسونية داخلية استثمرت في الفقر و البؤس و الحالة الاجتماعية المزرية و جعلت النقمة مضاعفة على حركة النهضة و الشيئ من ماتاه لا يستغرب ان علمنا ان 99 بالمائة من الاعلام التونسي متخمر بالاطروحات اليسارية الحاقدة على النفس الاسلامي بشقيه المتشدد و الوسطي المعتدل.
في هذا السياق برزت مشكلة بعد 7 حكومات و 7 رؤساء و 7 سنوات عجاف تلتهم سنة كبيسة حبلى بانتخابات افرزت فسيفساء برلماني و مطب سياسي لمن سيحكم 2019 كرئيس دولة او رئيس برلمان او رئيس حكومة حالي مكلف السيد الحبيب الجملي يقوم بعمليات احماء لتشكيل فريقه وسط انتقادات و اتهامات بعدم الكفاءة من الخصوم و الاصدقاء كما هو الحال مع الوزير السوربوني زياد العذاري الذي اكل عسل النهضة دون ان يشتري ثمنه و المقصود بهذا المثال ان زياد العذاري لم يكن من الذين ابتلاهم الله بالسجون و المنافي بل كان من الخلايا النائمة التكنوقراط الذين ساعفهم الحظ للوصول لتحمل حقائب وزارية ساءه تكتيك الشيخ راشد الغنوشي الذي انفرد بالراي و كان سببا في استقالة زبير الشهودي و لطفي زيتون منذ مدة مما دعاه الى التوجس من الوضع الاقتصادي الذي تسير فيه تونس بعد ان كان يامل ان يكون هو العصفور النادرلتراس الحكومة او ان يكون احد اعضائها ربما التسريبات التي وصلته جعلت كبريائه يتغلب على انضباطه الحزبي و التعلة عدم كفاءة رئيس الحكومة الحالي مع المحافظة على اللباقة في شكر الشيخ راشد الغنوشي على كل دعمه و ثقته له.
شخصيا ارى ان من يحمل ادبيات النهضة يجب ان يتحلى بالانضباط و التواضع و الانصياع للاوامرالتي تعطى من رئيس الحركة الذي يعلم امور تخفى على قيادات الصف الاول و القواعد و قياسنا على افضل برلماني في تاريخ تونس توافق قوله و عمله الدكتور بشير اللزام من بنزرت خير الصمت و الانضباط على بوزو شوا اعلامي يعطي فرصة لمن يتخمرون بكره النهضة لتعلى اصواتهم و اهازيجهم
ختاما نلاحظ ان التقية السياسية التياعتمدها الشيخ راشد الغنوشي لم يتعلم منها زياد العذاري الا النذر القليل
و اتمنى ان لا يندم لو نجحت تونس مع الحبيب الجملي في عبور النفق المظلم الاقتصادي الاجتماعي