بيّن الباحث في العلوم السياسية أيمن بوغانمي أن النزول إلى الشارع بعيد عن الحل للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد ويعكس غياب المسؤولية السياسية لدى الأطراف التي اختارت ذلك سواء كانت في الحكم أو المعارضة، محذرا من إمكانية أن تفضي المسيرات المقررة غدا من قبل النهضة وحزب العمال إلى كارثة صحية في ظل جائحة كورونا. واعتبر بوغانمي ان المظاهرات المقررة غدا ستزيد في إرهاق المؤسسة الأمنية ومزيد الاحتقان والتصدع في النسيج السياسي المتأزم. وقال بوغانمي أن الأزمة السياسية الظرفية التي تعيشها تونس اليوم هي ازمة نخب وعلى هذه النخب ان تديرها بالتفاوض والتنازلات المتبادلة والتفاهمات على اساس الاعتدال والعقلانية مشيرا الى ان الشارع لن يمثل حلا او وسيلة للحل. وعبر بوغانمي عن تخوفه من مثل هذه المظاهرات الجماهيرية التي تنزع الى استعراض العضلات السياسية اكثر مما تنزع الى العقلانية والاعتدال موضحا ان الشارع يعتبر المنطقة الوسطى بين الدولة والغابة وفق قوله. وبين الباحث في العلوم السياسية انه من المغالطة اعتبار الشارع للمعارضة دون أحزاب الحكم موضحا ان قمة الديمقراطية أن تكون المعارضة في المؤسسات على غرار أحزاب الحكم واعتبار ان الشارع للمعارضة والمؤسسات للحكم هو تفكير ديكتاتوري حيث لا يمكن للمعارضة ان تعبر عن موقفها فيها الا في الشوارع والاصطدام بالنظام. وقال بوغانمي أن الأحزاب الكبرى محمول عليها ان تكون اكثر عقلانية لكنها بخيار النزول الى الشارع غدا تنزل الى مستوى الاحزاب الصغرى في ظل امكانية شعورها بفقدان شعبيتها وتراجع شرعيتها موضحا انها استشعرت امكانية ان تؤثر انقساماتها الداخلية على مستقبلها فعمدت الى استخدام الشارع لتبيان قوتها الشعبية وتصريف ازمتها الداخلية مؤكدا انه لا يرى في مثل هذه التحركات مصلحة للبلاد.