قالت صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية في تقرير لها، إن الجيش الروسي بات يبحث عن ”مخرج مشرف“ من الحرب في أوكرانيا، بعدما واجه مقاومة أكبر مما توقع.
جاء ذلك بعد أن أعلنت روسيا ستركز على السيطرة دونباس بالكامل، بعدما اكتمل معظم المرحلة الأولى من العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال التقرير صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية، إن الإعلان يعكس تخفيضا لسقف أهداف الروس المعلنة منذ بدء الصراع، حيث كان فلاديمير بوتين قد وضع أهداف نزع السلاح من كل البلاد وإسقاط حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن نظام زيلينسكي لا يزال قائما، وأوكرانيا، بمساعدة الغرب، تحتفظ بقدرات عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن جوزيف هينروتين، رئيس تحرير مجلة ”الدفاع والأمن الدولي“، قوله: ”أراد الروس في البداية تغيير النظام ثم أصروا على تطويق البلدات الأوكرانية، لكن الجيش الروسي لم يُرحب به كمحرر“.
وأضاف: ”في الواقع لم تسقط أي مدينة رئيسية باستثناء خيرسون في الجنوب، وحتى هناك في الجنوب بدأ هجوم أوكراني مضاد من ميكولايف المحاصرة سابقا منذ بضعة أيام، ويواجه الجيش الروسي صعوبات لوجستية ويحاول تثبيت خطوطه الأمامية، ولا سيما باستخدام الألغام، حول بلدات مثل كييف أو خاركيف“.
وتابع ”الجيش الروسي وقع ضحية مغالطة حين تحدثت بعض المعلومات عن تحقيق نصر سريع“، موضحا أنه ”بعد أكثر من 30 يوما من القتال لا يبدو أن الطرفين يتمتعان بالقدرة على الانخراط في صراع طويل الأمد“.
ويوضح الخبير العسكري أن استمرار أمد الحرب يقلب الموازين، لا سيما أن المقاومة الأوكرانية لم تتوقف عن مفاجأة القوات الروسية، مع الدعم العسكري الغربي.
وأضاف أنه على الجانب الروسي تضعف الروح المعنوية للجيش وللشعب، وتؤثر العقوبات الاقتصادية على الوضع الاجتماعي”.
وأوضح أن الإمدادات الروسي تبدو متعثرة وتتعرض الخطوط اللوجستية لمضايقات من قبل الأوكرانيين، وعلاوة على ذلك غالبا ما ينظر إلى الانسحاب على أنه عار.
انسحاب وحدات الجيش الروسي
قال الجيش الأوكراني، اليوم الأحد، إنه بعد شهر من القتال العنيف بالقرب من كييف، تنسحب بعض الوحدات العسكرية الروسية عبر منطقة تشيرنوبل المحظورة إلى بيلاروسيا لإعادة تجميع صفوفها، مما يشير إلى أن الجيش الروسي يستخدم موقع المفاعل البائد لأغراض لوجستية.
ولا تشكل الإشعاعات المتبقية من الكارثة النووية عام 1986 سوى مخاطر صحية متواضعة، على الرغم من أنها قد ترتفع بالنسبة للقوات الروسية المتمركزة في المنطقة حيث تنشر العشرات من حرائق الغابات الصغيرة في الغابة المحيطة إشعاعًا في الدخان.
وجاء بيان الجيش الأوكراني حول الانسحاب الجزئي للقوات الروسية تجاه تشيرنوبل كعلامة أخرى على توقف الهجوم الروسي على العاصمة كييف إلى حد كبير في معارك فوضوية غير حاسمة تدور رحاها منذ أسابيع في العديد من البلدات المدمرة في الغالب.
ولم تكن هناك طريقة لتأكيد البيان الأوكراني، لكنه كان متسقًا مع ما قالته وكالات المخابرات الغربية حول القتال في شمال غرب كييف.