معلومات مهمة جدا.. الاستثمارات القطرية في سطور…
لماذا تستثمر قطر في اوروبا اولا ثم أمريكا ثم بعض دول آسيا ثم بقية العالم؟ الاكيد ان الامر يخضع الى سلة من الأسباب، المناخ الأرباح القوانين.. لكن يبقى الاهم هو الاستقرار في نظم ديمقراطية تنضبط الى قوانينها و وقوة شركات التأمين التي تعتبر من العوامل الكبيرة المحفزة، فهناك في أوروبا إذا غضب “الزعيم” من المستثمر القطري أو غيره، لا يمكنه اعطاء التعليمات بالانتقام، هناك الأمر تسوسه القوانين وشركات التأمين العملاقة العابرة للقارات، غضبت فرنسا مثلا، وقررت المساس باستثمارات هذه الدولة او تلك المجموعة أو ذلك الشخص، يذهب المتضرر الى شركة التأمين ليسترجع مستحقاته، ثم تدخل الشركة في صراع مع الدولة، لذلك لا احد يفكر في التلاعب، هناك في باريس ولندن وروما لا يوجد “هيكل مكي” وشلته والشلّة المتحالفة معه، تلك التي صدعت رؤوسنا بالمصلحة الوطنية والديمقراطية والفساد ….تلك شلة تقف في وجه بعض المشاريع المشتركة مع قطر وتعتقد أنها بذلك تدمر الاقتصاد القطري!!!!! لهؤلاء ولكل من ضحك عليهم الغباء نقدم بعض الأرقام المتعلقة بحركة المال والاستثمار القطري عبر العالم.
تقدر الأصول الاجمالية لجهاز قطر للاستثمار بحوالي 335 مليار دولار، وعليه يعتبر واحدا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. تتمركز الاستثمارات القطرية بكثافة في بريطانيا، حيث يملك الصندوق القطري للاستثمار ناطحة السحاب في لندن وحصص في شركة رويال داتش شل للطاقة وشركة سينسبري لمتاجر التجزئة، كما تملك قطر حصصا في فندق “سافوي” بالعاصمة لندن، وفندق إنتركونتيننتال الفاخر و متجر”هارودز” وبرج بنك “أتش أس بي سي”. ويساهم الصندوق القطري في مجموعة “جي سينسبيري”، ثالث أكبر متاجر التجزئة البريطانية، كما يملك 20% من مطار “هيثرو”. أما في ألمانيا فتعتبر حصة قطر في شركة فولكسفاغن والتي تبلغ 17% من إجمالي الشركة، تعتبر الاستثمار القطري الاضخم في مؤسسة واحدة، وذلك بقيمة 11 مليار دولار. وتملك قطر 9% من شركة غلينكور البريطانية السويسرية لتجارة السلع الأولية والتعدين، كما تملك أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، و22% من شركة سينسبري. واستحوذ الصندوق القطري على بيت الأزياء الإيطالي الشهير “فالنتينو”، الذي يعد من أكبر بيوت الأزياء في العالم، وفي فرنسا استحوذ الصندوق على شركة “لويس فويتون” الفرنسية المتخصصة في المنتجات الجلدية والملابس الجاهزة والأحذية والساعات والمجوهرات، كما اشترى الصندوق حصة مهمة من شركة النفط الفرنسية الشهيرة “توتال” ويعتبر شراء نادي باريس سان جرمان الصفقة الرياضة الأكبر التي أنجزها الصندوق القطري.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلتها قطر حديثا بعد ان ركزت لسنوات على أوروبا، فقد رصدت الدوحة غلافا ماليا وقدره 35 مليار دولار للشروع في نشاطات استثمارية واسعة في بروع أمريكا، وسرعان ما تمكن الصندوق من الاستحواذ على نسبة 10% من الشركة العملاقة “إمباير إستيت ريالتي تراست” وقفز الصندوق القطري في زمن وجيز ليصبح رابع أكبر مستثمر في المباني الإدارية بالولايات المتحدة، وأصبح الصندوق شريكا في شركة “بروك فيلد” واحدة من اكبر الشركات العقارية في الولايات المتحدة، كما اشترت قطر شركة “ميراماكس” السينمائية الأميركية التي تملك أفلاما حائزة على جائزة الأوسكار.وليس بعيدا عن الولايات المتحدة، شرعت قطر في دخول أسواق أمريكا اللاتينية، حيث اشترت حصة نسبتها 10% في “لاتام إيرلاينز”، أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية، التي تتخذ من تشيلي مقرا لها، في صفقة بلغت قيمتها 613 مليون دولار.
وفي روسيا عقدت قطر صفقة بلغت قيمتها 6.8 مليار دولار، اشترت بموجبها حصة في شركة “روسنفت” الحكومية العملاقة لإنتاج النفط، كما عقدت صفقة ضخمة مع موسكو اشترت بموجبها 25% من مطار سان بطرسبرغ. ايضا تمكن الصندوق القطري من شراء برج “آسيا سكوير 1” في سنغافورة مقابل 2.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة عقارات إدارية في سنغافورة، وتملك حصة بنحو 13% في البنك الزراعي الصيني تقدر قيمتها بـ1.7 مليار دولار، وهو من أكبر بنوك الصين. أما في تركيا فقد استحوذ جهاز قطر للاستثمار على نسبة كبيرة من الشركة التركية “بانفيت”.
كما استثمرت قطر في قطاع الفلاحة والصناعات الدفاعية، وستكون قطرالمستثمر الاكبر في العالم بعد تركيا في قناة إسطنبول… والاستراتيجي في مثل هذه الاستثمارات المبنية على الثقة والمنافع المتبادلة، هو “الوساطة” تماما كما فعلت الدوحة مع أنقرة حين توسطت من أجل بناء مصنع سيارات فولكسفاغن جديد في تركيا بما ان قطر تملك نسبة 17% في هذه الشركة الضخمة. وفي سنة2018 كان لقطر الحصة الكبرى من الاستثمار الأجنبية في تركيا.
تلك عينة من الاستثمارات القطرية الرهيبة والمنتشرة في القارات الخمس، وغيرها الكثير. بينما نحن نتساءل لما لا يفضلون الغرب، ولا يستثمرون في بلاد العرب؟ مازالت أذكر خلال حرب الخليج كيف كنا نتحدث عن ثروات العرب في أمريكا وأوروبا، ولما لا يتم استثمارها في أقطارنا، حينها كنا نقول لو تسنى وحكمت الامة شخصية صلاحية عمرية لجلبت كل تلك الأموال الى المنطقة العربية، كنا نقول ان الانظمة الرجعية لا ترغب في ذلك، وفي الأخير وبعد 30 سنة من شرارة حرب الخليج اكتشفنا ان الشبيحة ومن تحالف معهم هم من لا يرغبون في ذلك، اكتشفنا ان مصيبة كل الانظمة العربية في كفة، ومصيبة هذا المستنقعات المحنطة في كفة أخرى.
نصرالدين السويلمي