توقفت المصحات التونسية خاصة في العاصمة عن استقبال وعلاج المرضى الليبيين بسبب عدم التزام حكومة الوحدة الوطنية بدفع المستحقات وذلك رغم تعهد رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة خلال زيارته الأخيرة الى تونس الشهر الماضي ولقائه برئيسة الحكومة نجلاء بودن ورئيس اتحاد الصناعة والتجارة سمير ماجول بتسديد الديون المستحقة للمصحات.
وأكد مرضى ليبيون يعالجون في المصحات التونسية لوكالة الأنباء hليبية “وال” السبت “ان إدارات هذه المصحات قامت بإخراجهم في وقت سابق وأوقفت علاجهم وتعاملت معهم بأسلوب مستفز دون أية مراعاة لظروفهم الصحية الصعبة”.
وتبلغ الديون الليبية المستحقة للدولة التونسية بنحو 250 مليون دولار من بينها 85 مليون دولار للمصحات حيث قال الدبيبة انه سيقوم بخلاصها قبل موفي سنة 2022 لكن يبدو انه لم يلتزم بتعهداته وهو ما دفع المصحات لاتخاذ القرار بعدم استقبال مرضى ليبيين.
وبين المرضى الليبيون أن المصحات رفضت عودة المرضى ومواصلة علاجهم، كما رفضت التعامل أو الاعتداد بالرسائل والخطابات الموجهة لها من قبل السفارة الليبية في تونس، واشترطت تسديد الديون المستحقة.
وأكد المتضررون من الإجراء أن “هذا الإجراء المفاجئ من قبل المصحات التونسية شمل كافة المرضي النزلاء في معظم المصحات الذين يعانون من أمراض الأورام والقلب والجلطات، وغيرها، ولم يشمل الجرحى الموفدين على حساب مركز الطب الميداني والدعم لالتزام المركز بتسوية إجراءاتهم المالية مع المصحات”.
ودعا المرضى الليبيون سلطات بالدهم وفي مقدمتها وزارة الصحة التدخل السريع لحل هذه الإشكالية والنظر في معاناتهم خاصة وأن من بينهم مرضى الأورام والقلب والجلطات التي تتطلب رعاية طبية فائقة.
وكانت المصحات التونسية استقبلت جرحى الحروب في ليبيا سواء الحرب التي أدت لسقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2012 او الحرب التي اندلعت في 2019 بين قوات قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وميليشيات حكومة الوفاق السابقة.
ويؤكد أصحاب المصحات أنهم تكبدوا خسائر مالية كبيرة بسبب عدم حصولهم على المستحقات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد وفقدان الكثير من الأدوية من السوق وبعضها خاضع لصندوق الدعم.
ومن المتوقع أن يؤدي القرار لتعقيد وضع الليبيين المقيمين في تونس وكذلك توتير العلاقات بين البلدين رغم محاولات تقريب وجهات النظر بين السلطة التونسية الحالية بقيادة لارئيس قيس سعيد وحكومة الدبيبة بدفع من الجزائر.
وكانت ليبيا قدمت مساعدات لتونس التي تعيش على وقع ازمة اقتصادية وفقدان مواد أساسية حيث أرسلت الأسبوع الحالي العشرات من الشحنات المحملة بالسكر والزيت والقهوة والحليب عبر معبر راس جدير الحدودي.