free page hit counter
اخبار محلية

“المجلس الأطلسي الامريكي”: لهذه الأسباب حان الوقت لرحيل الرئيس التونسي سعيّد

11.2 في المائة فقط من التونسيين – مليون من أصل تسعة ملايين ناخب مؤهل – شاركوا في الانتخابات البرلمانية
11.2 في المائة فقط من التونسيين – مليون من أصل تسعة ملايين ناخب مؤهل – شاركوا في الانتخابات البرلمانية
سلط تقرير صادر عن المجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية أميركية)، الأربعاء، الضوء على ما وصفها بالأسباب التي تستدعي تنحي الرئيس التونسي، قيس سعيّد، عن الحكم.

ووفقا للتقرير، فإن الرئيس سعيّد “فقد كل الشرعية لحكم بلد” كان يعتبر الناجي الوحيد من تقلبات ما بعد ثورات الربيع العربي في 2011.

“لا خيار غير التنحي”

وأضاف التقرير، الذي حمل توقيع المديرة المشاركة لبرنامج شمال أفريقيا في المجلس الأطلسي، أليسا بافيا، أن “صمت تونس يصمّ الآذان”، بعد أن شارك 11.2 في المائة فقط من التونسيين (مليون من أصل تسعة ملايين ناخب) في الانتخابات البرلمانية في 17 ديسمبر الماضي، أي نسبة امتناع هائلة تجاوزت 92 بالمئة.

وأوضحت أن سعيّد “يرأس دولة عبّرت عن رفضها التام لحكمه الفردي من خلال أقل نسبة تصويت برلمانية في تاريخ تونس الحديث”. وأردفت: “بالنظر إلى حالة الاستياء السائدة، ليس لدى الرئيس سعيّد خيارا آخر سوى التنحي”.

ودعت أليسا بافيا الدول الديمقراطية في الغرب إلى إدانة هذا الانتخابات وإنشاء البرلمان الجديد، لافتة إلى أن الدعم الغربي “سيُضعف المسار التونسي نحو الحكم الديمقراطي”.

وتحدثت بافيا عمّا وصفته بـ”انعدام ثقة الشعب التونسي” في الرئيس تزامناً مع “تجاوزه” المفوضية الانتخابية في البلاد، وقيامه بـ”حملة” ضد القضاء، وملاحقة زعيم المعارضة، راشد الغنوشي.

وقالت إن “المعارضة الشرسة لحكمه والاستياء والسخط الشعبي، الذي أدى إلى أدنى نسبة مشاركة في تاريخ تونس منذ انتفاضات 2011، هي شهادة على فقدان سعيّد دعم الشعب”.

نظام شبه رئاسي؟

ورفضت أليسا بافيا تشبيه النظام السياسي التونسي، الذي وضع سعيّد ركائزه، بالنظام شبه الرئاسي في فرنسا، قائلة “من الصعب رؤية أوجه التشابه بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذها الرئيس لتقليص السلطة التشريعية، وحقيقة أن المساءلة لا تزال ممكنة في النظام الفرنسي”.


وتابعت: “من الجدير بالذكر أيضا أن التصويت على الدستور الفرنسي لعام 1958 الذي حول البلاد إلى نظام شبه رئاسي شهد إقبالا للناخبين بلغ 84.9 في المئة”.

في المقابل، فإن الدستور التونسي الجديد المعتمد في 25 يوليو الماضي، والذي لم تتجاوز نسبة إقبال الناخبين عليه 31 في المائة، يخوّل رئيس الجمهورية صلاحية تعيين رئيس الوزراء ويجعل مهمة عزله شبه مستحيلة، تقول المديرة المشاركة لبرنامج شمال أفريقيا في المجلس الأطلسي.

ردود فعل مختلفة


وفاجأت نتائج الانتخابات التونسية المراقبين في وقت دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، الأربعاء، إلى وضع خارطة طريق لـ”إنقاذ” البلاد من الأزمة.

وقال الأمين العام للنقابة العمالية القوية، نور الدين الطبوبي، في بيان، إنّ “الاتحاد العام للشغل يسجّل التدنّي الكبير لنسبة المشاركة في الانتخابات بما يفقدها المصداقية والشرعية”.

من جانبه، دعا زعيم أكبر ائتلاف معارض في تونس، سعيّد إلى “الرحيل فوراً” بعد الإخفاق في الانتخابات التشريعية التي تهدف إلى تجديد البرلمان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، قوله إن هذه الانتخابات “تظهر أن قلة قليلة من التونسيين تؤيد نهج قيس سعيّد”.

وقال الشابي، زعيم التحالف الذي يضم حركة النهضة، إن “العملية السياسية مرفوضة داخليا وخارجيا”، داعيا الأحزاب السياسية الأخرى إلى “الاتفاق على تعيين قاضٍ كبير” قادر على “الإشراف على انتخابات رئاسية جديدة”.

سعيّد يرد على المنتقدين

من جانب آخر، انتقد سعيّد، الإثنين، ردود الفعل حول نسبة التصويت المتدنية.

واعتبر أن ” ردود الفعل من قبل بعض الجهات المعروفة التي لم تجد هذه المرة شيئا تركز عليه سوى نسبة المشاركة في هذه الدورة الأولى، للتشكيك في تمثيلية مجلس نواب الشعب القادم، في حين أن نسبة المشاركة لا تقاس فقط بالدور الأول بل بالدورتين”.

وقال سعيد إن “مثل هذا الموقف القائم على التشكيك من جهات لا دأب لها إلا التشكيك فضلا عن تورط البعض في قضايا لا تزال جارية أمام المحاكم مردود على أصحابه بكل المقاييس، بل هو شبيه بالإعلان عن نتيجة مقابلة رياضية عند انتهاء شوطها الأول”، وفق نص بيان للرئاسة التونسية.

لكن بعض أنصار سعيد أحجموا عن الدفاع عن نسبة المشاركة في الانتخابات، إذ عبّرت “حركة الشعب”، أحد أبرز الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس، عن “خيبة أملها إزاء نسبة المشاركة الشعبية المتدنية”.

ودعت الحركة في بيان لها، الأربعاء، سعيّد إلى ” استيعاب الدرس وفهم رسالة العزوف الشعبي ليس من الانتخابات فقط، بل من العملية السياسية برمتها”.

وطالبت الرئيس سعيد بإدخال التحويرات اللازمة على الجهاز التنفيذي مركزيا وجهويا لوقف ما وصفته بـ”نزيف الفشل والارتباك الذي لا يزال مستمرا”.

المصدر: أصوات مغاربية/ المجلس الأطلسي/ وكالات

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى