تداولت عديد وسائل الإعلام وكذلك منصات التواصل الاجتماعي في الاسبوع المنقضي تخمينات كون مغادرة المشيشي لمهامه قد اقتربت ساعته اما بضغوط عليه من احزاب وشخصيات متحكمة في المشهد او أن الخروج سيكون خيارا منه بسبب المصاعب الكبيرة التي وجد نفسه فيها.
كل هذا بقي تحاليل اكثر منه معلومات لكن كل تخمين له ارضية ينطلق منها اهمها ان المشيشي بدأ يسأم من الضغوط التي تمارس عليه من قبل قوتين هما النهضة ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي وقلب تونس ممثلا في نبيل القروي.
السؤال هنا: هل ان التحالف بين النهضة وقلب تونس قوي وصلب الى درجة انه قادر على المواصلة لأربع سنوات اخرى؟
هذا الامر مستبعد لان قلب تونس مهدد في أي لحظة بملفات قضائية يعاد فتحها ضد رئيسه والقضاء وان كان في جزء منه خاضع للسياسيين الا ان هناك ثقل كبير فيه بقي متمسكا بحياديته واستقلاليته وفي مقدمته من في القطب القضائي.
مسألة بقاء الود بين قلب تونس والنهضة نسبي لان المصالح حاليا هي بين شخصين هما الغنوشي ونبيل القروي وستأتي لحظة تفترق فيها السبل وعندها سيرفع شعار” أخطى راسي وأضرب”.
الى جانب هذا فالتجربة طوال عشر سنوات أثبتت ان الغنوشي لا يبقى على حال ويمكن ان يتغير في أي لحظة وينقلب على حلفائه كما فعل مع الباجي قائد السبسي وقبله مع المنصف المرزوقي .
وهنا فان الغنوشي سيحاول استعادة المبادرة ليكون له القرار في اختيار رئيس حكومة قادم.
فرضية بقاء المشيشي لأربع سنوات أخرى كاملة صعب ومستبعد وقد يأتي التغيير مع المبادرة التي سيطرحها اتحاد الشغل او ان الوضع قد يتغير بسبب التحركات الاجتماعية التي بدأت تتصاعد والمعروف ان شهرا ديسمبر وجانفي يكونان دائما ساخنين .
لكن مع هذا فان مصير المشيشي سيبقى رهين رضاء قلب تونس والنهضة عنه أي الغنوشي ونبيل القروي وقد يجد نفسه في لحظة ما غير قادر على مزيد التنازل والخضوع للابتزاز.