نشر الوزبر السابق ورجل القانون الصادق شعبان تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك طالب من خلالها رئيس الجمهورية قيس سعيد ان يدعو إلى استفتاء شعبي لإعادة تنظيم البلاد من جديد،حسب تعبيره.. وفيما يلي نص التدوينة أيها الجانفيون …
رجاء تركنا لكم وطنا و دولة … فأبقوا على هذا الوطن و إحموا هذه الدولة رجاء… تركنا لكم نظاما و نواميس و اخلاقا… فأعيدوا هذا النظام رجاء … و أعيدوا نواميسه و كل ما يتطلب المجتمع من أخلاق … تركنا لكم أمنا و إستقرارا …. فحافظوا على هذا الامن رجاء … فالحرية لا تكفي … أولى الحريات هي أمن الافراد –
قال فولتير… تركنا لكم تونس تونسية … فحافظوا على تونسية تونس رجاء… استقلالا سياسيا و خصوصية حضارية…لا عثمانيين و لا خليجيين … الدمقراطية المستوردة تصبح تقسيما للبلاد ، و الارض الطيبة تصبح منصة للفساد و للاعمال المخربة … ليست الحرية إذلال المسؤول ابدا … و لا هي إهانة الشرطي … و لا عنترية الاعلامي … الكذب جريمة و شتم الناس جريمة و هتك الاعراض جريمة و تعطيل الانتاج جريمة … ايها الجانفيون …
تركنا لكم نموا ب 5 % على مدى 60 سنة … تركنا دينارا عزيزا و فائضا ماليا كبيرا و لم نترك ديونا تكبل الاجيال .. و تركنا مع هذا تقارير دولية تشهد على ما حققناه لتونس من ارقام … اتهمتم من سبقوكم فالفساد دون استثناء و شيطنتم رجال الدولة و رجال الادارة و رجال الاعمال دون استثناء … عرفتم اليوم ان الفساد الكبير لم يكن في السابق ، و من كانوا مؤتمنين على الدولة ليسوا شياطين … و اقتنع المواطن العادي، ذلك الذي يعيش من عمل يومه ، ان الدولة الوطنية كانت بحق دولة و ان من أؤتمنوا عليها كانوا انظف الناس … رجاء إتركوا رجال الاعمال يعملون فهم محور الرخاء للجميع و الاستقرار المستدام و هم صانعو الامل في المستقبل … حافظوا على أموال الدولة فهي ليست غنيمة … و قلصوا النفقات … و خففوا الادارة من وزن لن تمشي به بعيدا … ايها الجانفيون تركنا لكم جوازات سفر تفتح لكم أبواب العالم بالترحاب … فأعيدوا الاحترام للتونسيين اينما حلوا رجاء حافظوا على أثمن ما أنتجنا من الكفاءات الشابة في كل التخصصات … اذ هم قوة الاقتصاد و هم بناة الحضارة … اليوم وضعتم البلاد في أزمة خطيرة يجب ان تحلوها … اخرجتم البلاد عن السكة فأعيدوها إلى السكة … في كل دساتير العالم ، عند كل ازمة ، رئيس الدولة يكون الوحيد المسؤول على الوحدة الوطنية و استمرارية الدولة … النقاش اليوم لم يعد نقاش صلاحيات و تفاصيل و تفاسير ، و انما اصبح النقاش كيف ننقذ البلاد و كيف نخرج من العاصفة … ازمة القسم ليست الوحيدة … و لن تكون الاخيرة… و هي ليست أزمة قسم و انما أزمة اعمق … لا تكتفوا بمعالجة الاعراض و عالجوا السبب الخفي …
سيدي الرئيس انت الان بالدستور المسؤول الاول على كل ما يجري ، و انت المسؤول على وحدة البلاد و على استمرار الدولة … كل شيء امامك معطل الان … انت المنتخب مباشرة من الشعب و اليه يجب ان تعود … إجمع مجلس الامن القومي ، إستمع الى الجميع ، لا إقصاء لأحد ، و بادر بإستفتاء الشعب و إعادة تنظيم البلاد على أساس جديد …
كل يوم يمضي نخسر فيه عشرات المليارات ، و يزداد فيه الفقر و ينتشر اليأس و يتعاظم الغضب و نقترب فيه من الخط الاحمر خط الوطن الواحد و المجتمع الهادئ.. ايها الجانفيون رجاء … لا تتمسكوا بدستور معيب غفر الله لمن وضعه ، و لا بنمط انتخاب أرهق عديد الدول قبلنا … بين أيديكم أمانة دولة و أمانة وحدة و أقسمتم على ذلك … ساعدوا الرئيس على تغيير الدستور و تغيير نظام الانتخاب … حتى تتوحد القيادة و تتضح الاغلبية و يعرف الشعب لمن يصوت و من سوف يقوده و بأية سياسات … ايها الجانفيون ما عندنا اليوم ليس ديمقراطية … ما عندنا اليوم هو فوضائية … لا تقوم على الحرية بل تقوم على العصيان … و الهاجس فيها ليس اختيار الافضل لسياسات افضل … في هذا الوقت بالذات… كونوا رجال دولة لا تكونوا سياسيين … لا تفكروا في الانتخابات القادمة بل فكروا في الاجيال القادمة … ايها الجانفيون كانت الدولة الوطنية تنفق نصف ميزانيتها على الاطفال … تعتني بصحتهم و تحرص على تعليمهم لان الاطفال هم الاساس ، هم تونس القادمة … مثلما تصنعهم تصنع تونس … فرجاء … كلما تخاصمتم في البرلمان، او في المنصات التلفزية ، او في أماكن أخرى ، ضعوا صورة ابنائنكم أمام اعينكم ..
. أنظروا إليهم و هم يمرحون ببراءة … يدخلون المدارس دون معرفة المصير … يتجمعون في ساحات الكليات دون معرفة المصير … فكروا فيما تقدمون لهم من صور و أحلام … لنا وطن واحد … و لنا مستقبل واحد … رجاء … ترفعوا و إرتفعوا … فكلما ترفعتم و أرتفعتم عاليا ترون المشهد أفضل و يكون القرار أسلم … رجاء … انظروا بمنظار التاريخ لما انتم فاعلون لتونس … و لما سوف يكتب عنكم الزمن فيما بعد …